ستنظم جمعية الشيخ ماء العينين للتنمية والثقافة أيام 26/27/28 " ملتقى تيزنيت الدولي الثاني للثقافات الإفريقية " في دورته الثانية، عملا بمقتضيات دستور المملكة الذي يؤكد أن الانتماء الإفريقي يشكل أحد أعمدة الهوية الوطنية المغربية . وهو ملتقى تسعى من خلاله الجمعية إلى الدفاع عن قضية الصحراء لان الدفاع عنها، هو دفاع عن الهوية الوطنية. وهي كما قال جلالة الملك محمد السادس نصره الله في خطابه الذي ألقاه في افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الثالثة من الولاية التشريعية التاسعة يوم الجمعة 11 أكتوبر2013 " ليست فقط مسؤولية ملك البلاد وإنما هي أيضا قضية الجميع مؤسسات الدولة والبرلمان والمجالس المنتخبة وكافة الفعاليات السياسية والنقابية والاقتصادية وهيئات المجتمع المدني ووسائل الإعلام وجميع المواطنين". مشيرا في هذا الخطاب التاريخي المتميز إلى أن مصدر قوتنا في الدفاع عنها "يكمن في إجماع كل مكونات الشعب المغربي حول مقدساته". كما تسعى من خلاله إلى التعريف بالروابط التاريخية والحضارية والثقافية والدينية والروحية التي جمعت منذ قرون طويلة المملكة المغربية وإفريقيا، وإحقاقا وتطبيقا لما جاء في الخطب الملكية السامية من أن المغرب بلد إفريقي وسيبقى بلدا ذا امتدادات افريقية متوسطية. وما زيارات جلالة الملك محمد السادس نصره الله المتواصلة لعدد من البلدان الإفريقية إلا تأكيد لهذا الانتماء الإفريقي للمملكة المغربية باعتباره أحد مكونات هويتها الثقافية والحضارية. وهذا ما يؤكده جلالته في الرسالة الملكية السامية التي وجهها إلى المشاركين في منتدى الأسواق الصاعدة في إفريقيا يوم 08 ابريل 2008 قائلا: " إنه لمن دواعي الفخر والاعتزاز بالنسبة للمملكة المغربية أن تمتد جذورها راسخة في عمق القارة الإفريقية ومن حسن حظها أنها تتميز بوضع جغرافي استراتيجي يجعل منها نقطة للالتقاء تجمع بين ثلاث قارات.وإننا لنولي اهتماما بالغا للعلاقات التي تربطنا بالبلدان الإفريقية الشقيقة.تلكم العلاقات الضاربة في القدم والمتميزة بأبعادها وتجلياتها المتعددة التاريخي منها والإنساني والثقافي والديني والاقتصادي.فمنذ اعتلائنا عرش أسلافنا الميامين قمنا بالعديد من الزيارات لهذه الدول الشقيقة.من أجل العمل على تطوير علاقاتنا في كافة الميادين وتبادل تجاربنا في مجال التنمية ". وسيعرف هذا الملتقى تنظيم ندوة علمية دولية في موضوع: " التفاعل الحضاري بين المغرب وإفريقيا جنوب الصحراء " سيحضرها أساتذة وباحثون ومهتمون بالشأن الإفريقي من المغرب ومن دول افريقية متعددة منها نيجيريا وكوت ديفوار وبوركينا فاصو وتشاد والكامرون ورواندا ويوغندا والسنغال وموريتانيا والسودان وغانا و النيجر ومصر وتونس. كما سيعرف تنظيم معرض للمخطوطات والوثائق التاريخية والإصدارات الإفريقية المغربية وحفلات وسهرات فنية لفرق حسانية وأمازيغية وافريقية. بالإضافة إلى زيارات ثقافية للمآثر التاريخية والزوايا الدينية والمدارس العتيقة العلمية. عن الجمعية
الورقة العلمية
التفاعل الحضاري بين المغرب وإفريقيا جنوب الصحراء هذا هو الموضوع الذي اخترناه محورا أساسيا لأعمال ملتقى تيزنيت الدولي للثقافات الإفريقية في دورته الثانية الذي سينظم بمدينة تيزنيت بتاريخ: 26/27/28 من شهر دجنبر من السنة الجارية. وهو اختيار مبني على أسس علمية ودينية واجتماعية واقتصادية. ذلك أن للمغرب بحكم حضارته وثقافته وموقعه الجغرافي إرثا حضاريا عميقا امتد لأعماق إفريقيا مما يؤهله لتقديم التصورات الناجعة والمقترحات البناءة لرسم خطط مستقبلية تضمن تنمية مستدامة ورقيا حضاريا متكاملا يبوء قارتنا كلها مكانة الريادة في عالم الغد. إن عبارة "إفريقيا قارة المستقبل "، لا يمكن أن تكون ذات مفعول ،و لا أن تترجم إلى واقع ملموس ،ولا أن تضمن أهدافها المستقبلية المأمولة، إلا إذا سعينا وبأقصى جهد، نحن الأفارقة، للتأسيس المتين لهذا المستقبل، عبر قنوات التواصل والحوار فيما بين الأفارقة بكل مكوناتهم. وهذا ما لمسناه ولمسه معنا ضيوفنا في الملتقى الأول الذي ضم ممثلين لاثنتي عشرة دولة إفريقية.والذين اشتركنا وإياهم طيلة أيام هذا الملتقى هموما إفريقية محضة تؤسس لمشروع حضاري يحمل من القواسم والتصورات المستقبلية ما يجعلنا نؤمن بأن عالم الغد ينطلق من هذه القارة البكر التي تتوجه إليها اليوم أنظار العالم. إن جمعية الشيخ ماء العينين للتنمية والثقافة إذ تسهم كباقي مكونات المجتمع المدني المغربي والإفريقي بتوفير الظروف والشروط حسب ما يتوافر لها من إمكانيات فإنها توجه نداء لجميع إخواننا الأفارقة لتجسيد هذه الطموحات لدى باقي فاعلي المجتمعات المدنية في إفريقيا. وبذلك نؤسس لمشروع حضاري جديد ، ومتجدد ومتنوع ،يسعى إلى تحقيق مستقبل زاهر ، يستمد مقوماته من التفاعل الحضاري، والروابط المختلفة ،التي تأسس عليها التواصل الدائم بين المغرب وإفريقيا جنوب الصحراء منذ ما يزيد على قرون عدة . فليكن هدفنا المشترك هو التأسيس السليم لبناء مستقبل إفريقي واعد ، قادر على مواجهة كل التحديات. و لنتجاوز بمشروعنا الحضاري الجديد المرحلة الآنية إلى مستقبل واعد متواصل و متجدد، انطلاقا من فهمنا العميق لروابطنا المتأصلة وتاريخنا العريق وأهدافنا المشتركة . و مدينة تيزنيت التي تستضيف هذا الملتقى في دورته الثانية مفعمة بالروح الإفريقية في جميع مظاهرها باعتبارها بوابة إفريقيا، وحاضنة لتراث مغربي إفريقي متعدد ومتنوع. وهي نقطة العبور التي تتكامل فيها عناصر الحضارة الإفريقية العريقة، التي تسعى هذه الندوة للكشف عن أهم معالمها المشتركة، من خلا ل تعميق البحث والدراسة، ارتكازا على المحاور الآتية : * التاريخ المشترك بين المغرب و إفريقيا جنوب الصحراء. * العلاقات الحضارية والثقافية والروحية بين المغرب و إفريقيا جنوب الصحراء. * دور التجارة في توطيد العلاقات بين المغرب و إفريقيا جنوب الصحراء، قديما وحديثا. * الفنون الموسيقية بين المغرب و إفريقيا جنوب الصحراء. * الأمازيغية والمجال الإفريقي. * الطرق الصوفية ودورها في تمتين الروابط بين المغرب وإفريقيا جنوب الصحراء. إننا إذ نقترح هذه المحاور،على سبيل المثال ،لا الحصر، لنأمل أن تفتح شهية البحث العلمي الموسع والجاد، وأن يجد الباحثون فيها ما يحفزهم إلى إغناء هذه الندوة الدولية ببحوثهم العلمية وأفكارهم النيرة. والمحاور المقترحة مجرد معالم في الطريق ،وليست حصرا في موضوع الملتقى ،بل هي قابلة للامتداد لتشمل كل ما يتوافق وأهدافه، ولاسيما المستقبلية منها.