استطاعت مفاجأة رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، التي قال إنه سيزفها إلى المغاربة غدا الأربعاء، أن تسرق الأضواء من الإضراب العام الذي ستخوضه المركزيات النقابية، حيث حاولت معظم الجرائد، في أعدادها الصادرة غدا الأربعاء، استباق الزمن والتكهن بمفاجأة بنكيران، اعتمادا على مصادر مقربة من رئيس الحكومة. هذا فقد وعد رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران نواب ومستشاري الأغلبية المجتمعين في لقاء دراسي حول مشروع قانون مالية 2015، من خلالهم المغاربة بما قال عنه خبرا سارا ينتظرهم يوم 29 أكتوبر الذي يتزامن مع يوم الإضراب العام الذي دعت إليه نقابات عمالية وأعلنت أحزاب سياسية دعمه ومساندته. وقال بنكيران "طبعا تنتظرون مني أن أتحدث عن الإضراب، ودعوني أقول لكم أن حق الإضراب مكفول، ولن نتحارب مع من دعوا إليه، ولا أعتبره حلا وإذا كان لمن دعوا إليه حلا في موضوع التقاعد أو غيره فليأتوني بها وسأطبقه". وأضاف بنكيران أن هناك خبرا سارا ينتظر المغاربة يوم 29 أكتوبر "ولا أريد أن أقول ماهو هذا الخبر حتى يكون رسميا ولا أريد أن اسبق العرس بليلة"، على حد تعبيره مجددا التأكيد على أن حكومته عازمة على إصلاح منظومة التقاعد لأنه ليس أمامها أي خيار إلا الإصلاح. وتابع بنكيران الذي كان يتحدث مساء يوم الاثنين 27 اكتوبر في لقاء دراسي للأغلبية حول مشروع قانون مالية 2015، إن المشكل في المغرب مشكل سياسي بالدرجة الأولى، متسائلا "هل سنبقى حبيسي منطق قديم في السياسة أعطى ما أعطى وانتهى، أم ندخل منطقا جديدا وفق ما أراد دستور 2011؟"، منتقدا الطريقة التي يدعو بها "البعض" إلى تنزيل الدستور ومعتبرا أن تنزيله ليس مجرد كلمات وإنما روح يجب أن تسري في المجتمع، وصورة للأمة يجب أن يمثلها البرلمان حقيقة ويأخذ جانبها المشرق. واتهم رئيس الحكومة المعارضة بالإسفاف "الموثق بالصوت والصورة والفيديو"، مشددا على أنه لن يرد على هذا الإسفاف الذي لا ينسجم في رأيه مع مطلب الارتقاء السياسية في البلاد، والذي ستعمل عليه حكومته ولو كلفها فقدان مقاعد انتخابية.