في أول اجتماع من نوعه حول عمليات التحفيظ الجماعي بجماعة بونعمان، التأم صبيحة اليوم الثلاثاء بمقر الجماعة لقاء ضم إلى جانب المستشارين الجماعيين، كلا من ممثلي المحافظة العقارية والشركة التي ستباشر العملية فضلا عن ممثلي السلطة المحلية، وقد خصص اللقاء لتحديد نقطة انطلاق العملية، والتأكيد على ضرورة توعية السكان بأهمية التحفيظ والحرص على تعاون الجميع لتمر العملية في أجواء إيجابية وسلسة، وقد أفادت مصادر حضرت اللقاء أن دوار تفات المحاديلإدوجدة على مشارف الحدود بين جماعة الركادة و بونعمان سيكون المنطلقليتم المسح في اتجاه الدواوير المجاورة، وقد عاين شهود عيان افراغ كميات كبيرة من الأنصاب المستعملة في التحفيظ بالمنطقة المذكورة، التي يتوقع مباشرتها على الأرض بعيد انتهاء عملية الإحصاء العام للسكان والسكنى. وتجدر الإشارة إلى أن مسلسل التحفيظ الجماعي للأراضي الفلاحية انطلق منذ زمن ليس باليسير في عدد من الجماعات القروية بالإقليم، ويعزو البعض تأخر استفادة جماعة بونعمان إلى التأخر الحاصل في إعداد المقرر الجماعي للمطالبة بالتحفيظ نتيجة تراخي رئاسة الجماعة وعدم إيلائها العملية الأهمية التي تستحق، غير أن برمجة الجماعة في هذه الظرفية وبهذا الاستعجال، المخالف لكل التوقعات، يجعل البعض يتساءل عن مغزى اختيار التوقيت المتزامن مع السنة الانتخابية، على غرار معظم المشاريع التي تشرف عليها الجماعة والتي تأجلت أو تعثرت إلى حين دنو موعد الاستحقاقات الجماعية . وفي سياق متصل فقد استنكرت ساكنة المناطق الجبلية المشمولة بالتحديد الإداري للملك الغابوي الأخبار المتداولة على نطاق واسع، والتي تفيد استثناء هذه المناطق من التحفيظ، واعتبرته نوعا من التمييز وعدم تكافؤ الفرص داخل تراب الجماعة، فضلا عن تعزيز تخوفاتهم من انتزاع أراضيهم دون وجه حق وضدا على القانون والتاريخ والأرض والإنسان، وما يعنيه ذلك من تبخر وعود المسؤولين لإيجاد حل للمشكل بشكل عاجل، وقد تأكدت تخوفات هؤلاء بالتحركات الأخيرة لأطراف مجهولة قامت بتثبيت أنصاب على مشارف دواري بوالوس وتكانت داخل الجماعة. ومن المرجح أن يؤجج هذا الحيف احتجاجات الساكنة مجددا حول التحديد الغابوي وسط أنباء عن تهييء عرائض ومراسلات للمسؤولين وتحركات ميدانية مرتقبة.