رحلة تهجير سري من أيت الرخا بتزنيت نحو فرنسا تنتهي بالفشل، بعد اعتقال مختلف الأطراف الفاعلة فيها، قصتها بدأت خلال الأسبوع الماضي فقد توسط مساعد سائق الحافلة لدى المشغل من أجل تهجير ابن بلدته سرا إلى فرنسا، فمالك الحافلة الصغيرة متهم مند سنوات بالتهجير السرين ويتحدر من ايت الرخاء بتزنيت اتفق مع زبونه المتحدر من اشتوكة ايت بها من أجل "تحريكه" إلى بلد الأنوار مقابل 8 ملايين سنتيمن تلقى منها في الحال 3 ملايين على أن يسدد له "الحراك" الملايين الخمسة فور أن تطأ اقدامه هذا البلد... ، تم الاتفاق على ذلك مع أخته المقيمة بهذا البلد، وتعهدت بأن تتكلف بتسديد الباقي. خلال أواسط الأسبوع الماضي جاء موعد انطلاق الرحلة، وعندما كانت على أهبة تجاوز الحواجز الجمركية بطنجة، تم إخفاء المهاجر السري بعناية فائقة متجاوزا الحدود، لم يتم كشف أمره، ووصل إلى بر الأمان ببلاد العم سام، ليخرج من " قمقم" الحافلة سالما بدنيا وعقليا. على الفور اشير عليه من قبل مالك الحافلة وسائقها ليستدعي أخته من أجل استكمال مبلغ الرحلة المتفق عليه، غير أنه رفض ذلك، بدعوى أنه لا يملك المبلغ كما رفضت أخته الوفاء بما تعهدت به، وفي غمرة هذه الأزمة حاول المهاجر السري الفرار من قبضة أبناء بلدته، غير أنهم اقتفوا أثره وتمكنوا من اللحاق به وإلقاء القبض عليه. وفي حمأة الغضب قاموا بتقييده، ووضع لصاق على فمه والقوا به بين كراسي الحافلة ليعودوا أدراجهم نحو المغرب، وبينما السائق وصاحب شركة النقل الدولي في مدينة بوردو أحسوا بالرغبة في الأكل، فاوقفوا حافلة " الميني بيس" بمحطة وولجوا المطعم. لحظة استغلها المهاجر المكبل، وشرع في التحرك في محاولة منه للتخلص من قيوده، فحركاته جعلت " الميني بيس" تتحرك ذات اليمين وذات الشمال، رغم أنها لا تحمل في الظاهر ولو راكبا واحدا. أمر حير مواطنا فرنسيا تواجد هناك فأطل على وسطها من الزجاج ليكتشف بداخلها شاب مقيد من يديه ورجليه مثل خروف واللصاق يحيط بفمه، على الفور أخبر الشرطة التي بادرت لاعتقال صاحب الشركة وصديقه، ووجهت الأمر باعتقال سائق ثان توقفت رحلته في الذهاب بطنجة بتهمة المشاركة. المهاجر بدورة متهم بالهجرة السرية مازال لدى الشرطة الفرنسية، ويرفض العودة إلى المغرب بدعوى أنّ "مافيا التهجير" ستنتقم منه فور ترحيله نحو أكادير