عبر دكاترة متخصصون وناشطون جمعويون، خلال لقاء لجمعية محاربة السيدا، عن انشغالهم من اتساع دائرة المصابين بداء فقدان المناعة المكتسبة داخل أوساط الزوجات المغربيات بسبب الهيمنة الذكورية داخل الأسر والمجتمع المغربي. ويرى مولاي أحمد الدريدي، المنسق العام لجمعية محاربة السيدا، أن الإحصائيات التي تتوفر عليها الجمعية تشير إلى أن عدد النساء المصابات بالسيدا يقارب 15 ألف من النساء من أصل 32 ألف مغربي مصاب بهذا الداء، 70 في المئة منهن (10500 زوجة) أصبن بداء فقدان المناعة المكتسبة داخل بيت الزوجية بسبب تعدد العلاقات الجنسية الخارجية للزوج. ويؤكد الدريدي، الذي يعتبر واحدا من النشطاء في المجتمع المدني الذي يعمل في مجال التحسيس بمخاطر عدم الوقاية من هذا الوباء، أن معظم هذه الزوجات كن على علم بتعدد العلاقات الجنسية لأزواجهن لكنهن، ولاعتبارات (مجتمعية) ورغبة منهن في المحافظة على (استقرار بيت الزوجية)، لا يطلبن من أزواجهم استعمال العازل الطبي لعدم نقل الأمراض الجنسية إليهن. وأضاف "لا بد أن نعلم أنه في 1988 كانت نسبة النساء المصابات بالسيدا 8 في المئة، وبالتالي فإننا نلاحظ أن هناك توجه لتأنيث هذا الوباء، بسبب تعدد العلاقات الجنسية للزوج". وقال الدريدي في تصريحه لهسبريس، على هامش لقاء صحفي عقد بالدار البيضاء، إنه "أمام هذه المعيقات الاجتماعية والطبيعة الذكورية المهيمنة داخل جزء كبير من أوساط الأسر المغربية، تجد العديد من الزوجات مصابات بالعديد من الأمراض الجنسية المتنقلة ومن ضمنها السيدا نتيجة المغامرات الجنسية غير المحسوبة للأزواج". عامل آخر يساهم في اتساع دائرة المصابين بالسيدا، يقول الدريدي، يعود إلى المقاربة الأمنية المعتمدة في التعامل مع "عاملات الجنس" التي تعتمدها السلطات الأمنية المغربية، والتي تضطر معها هؤلاء العاملات إلى عدم حمل العوازل الطبية، مخافة ضبطها لديهن من طرف عناصر الأمن واستعمالها ضدهن كدليل إدانة في المحاضر التي تسلم للنيابة العامة لمتابعتهن بممارسة الدعارة أمام المحكمة. وأضاف الدريدي "أمام هذه العوائق الأمنية، فإنهن يضطرهن إلى ممارسة (أقدم مهنة في تاريخ البشرية) مع (زبنائهن) دون اللجوء إلى استعمال هذه العوازل الطبية مما يضاعف من مخاطر اتساع هذا الداء". ولاحظ نفس المصدر أن مناطق سوس ماسة درعة ومراكش الحوز والدار البيضاء تعرف تمركز أكبر عدد للمصابين بالأيدز في المغرب بنحو 52 في المئة من أصل العدد التقديري الإجمالي الوطني البالغ 32 ألف مصاب، موردا أن النسخة الخامسة لسيداكسيون المغرب 2014 ستنظم هذا العام تحت الرعاية الملكية للملك محمد السادس في دجنبر 2014، وهذا أمر مهم يقول الدريدي. إلى ذلك أعلنت حكيمة حميش، رئيس الجمعية المغربية لمحاربة السيدا، عن انتخاب مصابين بالسيدا في المجلس الوطني للجمعية والهيآت التقريرية لأول مرة في تاريخ الجمعية بهدف إشراك المصابين بهذا الوباء في كل القرارات الاستراتيجية التي تقوم بها الجمعية. وأعلنت جمعية محاربة السيدا عن مخطط عملها الاستراتيجي الذي ستعمل من خلاله على توسيع الأنشطة التحسيسية والوقائية داخل أوساط الفآت الأكثر عرضة بالإصابة أو نقل هذا الوباء. وسيطلق ناشطو هذه الجمعية الأيام الوطنية للتحاليل السرية المجانية والسريعة الخاصة بداء السيدا في شهر شتنبر 2014 كما سيتم تنظيم العديد من الفروع لقوافل التحسيس في الشواطئ والمنتزهات الصيفية مباشرة بعد شهر رمضان. وأكد مسؤولو جمعية محاربة السيدا أنهم بنوا هذه الخطة الاستراتيجية خلال الأربع سنوات المقبلة، من أجل "عالم تكون فيه حقوق الانسان الكونية كقيمة مشتركة، عالم حيث كل شخص في منأى عن الاصابة، عالم لا تنعدم فيه نسبة الوفيات بفيروس السيدا، عالم يكون فيه الحق في الحياة مضمونا بالتساوي لكل إنسان". وقال ذات المسؤولين "مهمتنا ودورنا المساهمة في تحسين جودة و ظروف حياة الفئات الأكثر عرضة للإصابة بفيروس السيدا، وذلك عبر النهوض بالعمل الأهلي التشاركي المندمج الذي يأخذ بعين الاعتبار هذه الفئات بذاتها ويأخذ كذلك بعين الاعتبار الأشخاص المتعايشين مع فيروس السيدا محيطهم وكذا المهنيين الصحيين، وكذا الباحثين العلميين والجمعيات التي نتقاسم معها نفس الأهداف .كما لن ننسى الإعلام وبشكل عام كل شخص أو مجموعة تنخرط في الاستجابة و محاربة فيروس السيدا، وذلك ضمانا لانخراط كل من قد يكون له الفضل في نجاح هذه المعركة"