أكد الأطباء على أهمية استغلال شهر رمضان في تحسين الصحة العامة للجسم، واعتباره برنامجاً صحياً متكاملاً للإقلاع عن التدخين. من المعروف لدى جميع المدخنين أن صعوبة الإقلاع عن التدخين تكمن في شقين أساسيين، هما العادة وحاجة الجسم لمادة "النيكوتين" بعد أن ترسبت في أعضاء الجسم وباتت أحد العناصر المطلوبة عضوياً، طبقاً لما ورد بموقع "روسيا اليوم". وقال الأطباء إن استجابة الجسم للتدخين تختلف من شخص لآخر، وأعراض الإقلاع عن التدخين تختلف بحسب طبيعة الجسم، فمن المدخنين من لا يعاني من أية أعراض جسدية بعد ترك التدخين، وهذه الفئة من المدخنين تقتصر صعوبة الإقلاع لديهم على عوامل نفسية تتعلق بالتدخين كعادة سلوكية يومية لا أكثر. وأضافوا أن في هذه الحالة يعتبر شهر رمضان بالنسبة لهم علاجاً سريعاً ومضموناً مع قليل من العزيمة، وذلك مع تغير النظام السلوكي اليومي المترافق مع الصوم والعبادات الأخرى. أما بالنسبة للمدخنين الذين يصعب عليهم الإقلاع لأسباب نفسية وجسدية معاً، ويعانون من أعراض جسدية تبدأ منذ الساعات الأولى لترك التدخين، فالأجدر بهم الاستفادة من شهر رمضان كبرنامج صحي متكامل يساعدهم على الإقلاع تدريجياً عن التدخين، وبشكل يسمح لهم بعدم الوقوع بفخ العودة مجدداً إلى السم القاتل. خطوات الإقلاع عن التدخين في رمضان - العزيمة والقرار الذاتي النهائي للإقلاع عن التدخين. - البدأ بفترة تهيئة نفسية من ثلاثة أيام إلى أسبوع يتم خلالها تقليل عدد السجائر اليومية تدريجياً إلى أقصى حد ممكن، والتي من المفضل أن تكون قبل قدوم شهر رمضان لتصبح الأيام الأولى من الصيام أسهل على المدخن. - تأخير السيجارة الأولى في اليوم إلى ما بعد تناول الإفطار بعدة ساعات. - الإطلاع على بعض المقالات والبرامج الطبية التي تشرح مخاطر التدخين وآثارة على الجسم، والفوائد الصحية المرافقة للإقلاع عن التدخين. - الابتعاد عن الأماكن التي يكثر بها المدخنين. - عدم التدخين داخل المنزل. - وصول المدخن في نهاية فترة التهيئة إلى الحد الأدنى لعدد السجائر اليومية ليصبح من 5 إلى 5 سيجارة. - محاولة التخلص نهائياً من السجائر في الأسبوع الثاني من رمضان وتعويضها بالعقاقير واللصقات الطبية البديلة لنيكوتين السجائر، وذلك لتجنب الأعراض الجانبية المرافقة لترك التدخين كالصداع والتوتر والشعور بالوهن. - ممارسة رياضة المشى لتنشيط الدورة الدموية أو الاستحمام بماء دافئ وتناول الفاكهة الحامضة أو تنظيف الأسنان لتجنب الرغبة بالتدخين. وأوضح الأطباء أنه يمكن تعميم الفائدة على المدخن ومن حوله، بإنشاء مجموعات اجتماعية صغيرة (4 – 7 أشخاص) تضع برنامجاً موحداً لترك التدخين نهائياً، كنوع من التشجيع المتبادل وممارسة العادات الإجتماعية الجديدة معاً لتسهيل كسر القالب السلوكي اليومي القديم، واستشارة الطبيب المختص لوصف العقاقير المناسبة والتشاور حول آلية الإقلاع عن التدخين. وأفاد الأطباء بأنه مع نهاية شهر رمضان يكون الجسم قد بدأ فعلياً بترميم الخلايا والأعضاء المتضررة من التدخين، وتخلص تقريباً بشكل كامل من ترسبات النيكوتين، ولا يبقى إلا أن يتحلى الشخص ببعض العزيمة لإلغاء التدخين بشكل نهائي من حياته والتمتع بصحة جهازه التنفسي، وانتظام الدورة الدموية وضغط الدم، وتحسن ملحوظ في الصحة الجنسية العامة، وتقليل خطر الإصابة بالأمراض الخطيرة كالسرطان والسكتة القلبية أو الدماغية، والتي يعتبر التدخين سبباً مباشراً لها.