انتظرنا كثيرا مؤتمر النقابة الوطنية للصحافة، انتظرنا الذين يُصَدعون رؤوسنا يوميا بالديمقراطية والشفافية والانتخابات الحرة النزيهة، انتظرناهم ليقدموا دروسا للأحزاب والنقابات والجمعيات في قواعد الانتداب والترشيح والانتخاب وفي طريقة تقديم التقريرين الأدبي والمالي وتقييمه والتصويت عليه، انتظرنا منهم أن يفتحوا لنا بصيص أمل للمضي قدما في معركة تحقيق الديمقراطية المنشودة، انتظرنا أصحاب السلطة الرابعة التي تراقب الجميع وتفضح الملفات وتعري الفاسدين والمستبدين انتظرناهم لنطمئن على شعار فصل السلطات ونتأكد أن بإمكانهم خلق التوازن بين هذه السلط، انتظرنا الذين كنا ننتظر يوميا أعمدتهم ومقالاتهم التي تتغنى بمبادئ الحرية والديمقراطية وتنتقد السياسة الحكومية وتجاوزاتها في حق الحرية الصحافية ليقدموا لنا تقريرا قويا موجها للجميع ويقدموا لنا رئيسا جديدا تفرزه الصناديق. لكن للأسف الرئيس وبعد أن عمر لسنين طويلة يسلم المشعل لنائبه في مسرحية لا تربطها بالديمقراطية إلا الخير والإحسان. غابت صناديق الاقتراع الزجاجية الشفافة وانتخب الرئيس بالتصفيق وغدا سيعيد الصحافيون جلد الجميع الأحزاب والنقابات والحكومة والجمعيات والأشخاص ، سيكتبون عن الديمقراطية الغائبة والحرية المعتقلة وعن حقوق الشعب المهضومة وسنشتري جرائدهم وسيتلقون الدعم العمومي وستغرقهم شركات الإشهار وأشياء أخرى يعرفها الكثير من الصحافيين ..