تواصلت أمس الأحد بسيدي إفني المواجهات العنيفة بين العشرات من المحتجين من ساكنة المدينة والقوات العمومية، التي انطلقت منذ عشية يوم أول أمس السبت، وذلك احتجاجا على اعتقال ياسر نجاجي، الذي يبلغ من العمر 25 سنة، والذي يعتبر أحد أبرز نشطاء حركة 20 فبراير بالمدينة. وعمد المحتجون إلى قطع الطريق ووضع متاريس وأحجار بالعديد من شوارع المدينة، خاصة بحي بولعلام، واحتمى بعضهم بالجبال المحاذية للمدينة، في سيناريو شبيه لأحداث السبت الأسود من صيف سنة 2008. ... وذكرت عدة مصادر ل "أخبار اليوم" أن غليان وسخط الإفناويين جراء اعتقال نجاجي بلغ درجة كبيرة، تُذكِّر بما عرفته المدينة من احتقان خلال صيف 2008. وأشارت ذات المصادر أن من الأسباب غير المباشرة التي تقف وراء ذلك، ما تعرفه المدينة منذ عدة أسابيع من اعتصام مفتوح للمعطلين أمام مقر العمالة، وتثبيتهم لمجموعة من الخيام بالشارع المحاذي لواجهتها، وإقفال السلطات الإقليمية لباب الحوار في وجه المعطلين. وأضافت المصادر ذاتها أن معضلة التشغيل والتهميش الذي يحس به أبناء المدينة التي كانت وراء اندلاع أحداث إفني ما زالت مستمرة، وقد تشعل فتيل المواجهة من جديد. وكانت السلطات الأمنية قد اعتقلت الناشط الفبرايري ياسر نجاجي، صبيحة يوم الجمعة الأخير، وتمت إحالته على النيابة العامة بابتدائية تيزنيت، لتأمر هذه الأخيرة بمتابعته في حالة اعتقال، وسيمثل أمام هيئة ذات المحكمة في أول جلسة له يوم غذ الثلاثاء. وحسب مصادر مطلعة فإن التهم الموجهة للناشط في حركة 20 فبراير ياسر نجاجي تهم "الإخلال بالأمن العام والتعرض لموكب عامل الإقليم واقتحام بعض الإدارات العمومية". تجدر الإشارة إلى أنه مباشرة بعد اعتقاله، أعلن الناشط ياسر نجاجي دخوله في إضراب عن الطعام، كما نظمت عائلته وبعض معارفه وجيرانه اعتصاما أمام مقر مفوضية الشرطة بسيدي إفني، مطالبة بإطلاق سراحه. وذكرت مصادر من مقربة من عائلة الناشط ياسر أن السلطات الأمنية طمأنت في بداية الأمر العائلة ووالد ياسر بأنه سيتم فقط الاستماع إلى الناشط المعتقل وسيتم إطلاق سراحه. إلا أنه بناء على تعليمات النيابة العامة، تم ترحيله إلى مدينة تيزنيت، وبعد استنطاقه من طرفها، قررت هذه الأخيرة إحالته على جلسة غد الثلاثاء في حالة اعتقال.