يشتكي سكان جماعة تاسريرت بدائرة تافراوت، أعلى منطقة جبلية بإقليم تيزنيت من معاناتهم من تواجد الرعاة الرحل في أراضيهم الفلاحية منذ أكثر من سنة، هؤلاء الذين أتت ماشيتهم على الأخضر واليابس بالمنطقة، كما قضوا على عدد كبير من أشجار اللوز والزيتون والصبار وغيرها من الأشجار التي تعد المورد الرئيسي لعيش الساكنة، إلى درجة يعتبر المتضررون معه هؤلاء الرحل "مغتصبين حقيقيين لأراضي الخواص بالمنطقة"، ومن نتائج هذا تضرر ماشية الأهالي بتاسريرت بشكل كبير ليصل إلى ضياع العديد من رؤوس الأغنام والماعز،... ويقول المشتكون أن طامتهم الكبرى تكمن في كون هذا "يقع أمام أعين المجلس الجماعي ومعه السلطة المحلية دون تدخل جريء وكأن سكان تاسريرت يتامى يعيشون عالة عليهم". بل ويعتبرون ما زاد طينهم بلة هو "الموقف السلبي المطبوع بسياسة التماطل والمراوغة للسلطات من المبادرات العديدة التي قام بها المجتمع المدني التاسريرتي حيث حذر مرارا من خطر تواجد الرحل في المنطقة والعواقب الكارثية المرتقبة منه". في ذات الوقت ينضاف إلى المعاناة المذكورة سلفا تماطل السلطة المحلية في إشرافها على توزيع الأعلاف المدعمة لفائدة الساكنة، والصمت على سياسة المضاربين بالأعلاف المتبعة دائما في هذا المجال والرامية إلى تحقيق الأرباح على حساب المال العام وقوت الضعفاء. وتقول مصادر من المتضررين أن "الخطير في الأمر ما يتردد في صفوف الفلاحين من جهات نافذة تريد بيع هذه الأعلاف لفائدة الرحل الغاصبين الذين يُعْتَبَرُون المشكل الرئيسي في تاسريرت". وتجدر الإشارة إلى أن الساكنة في تاسريرت ظلت محرومة منذ زمن بعيد من الدقيق المدعم الذي ظل حكرا على أحد التجار المعروفين في تافراوت والذي يبيعه بثمن يفوق ثمنه القانوني الذي حدد في 100 درهم للقنطار الواحد. ونظرا للاستياء الذي يخيم على معظم فلاحي تاسريرت فهم مستعدون للقيام بوقفة احتجاجية أمام قيادة أملن للتعبير عن غضبهم جراء ما آلت إليه أوضاع ماشيتهم من التماطل غير المبرر لتوزيع الأعلاف بجماعة تاسريرت.