بالرغم مما أحدثه الحراك الوطني من صدمات مؤلمة للفساد والاستبداد في معركة المغاربة من اجل الحرية والتغيير واستعادة الحقوق المهضومة ، إلاّ أن كل ذلك لم يستوعبه المسؤولون بعد بجماعة أيت عبد الله بإقليم افني الفتي حيث عمد هؤلاء المنتخبون في الدورة الاستثنائية الأخيرة إلى تجاهل وعدم تبنى الالتزامات التي قطعوها مع الساكنة مقابل فك اعتصاماتها المقرَّر لها أن تكون مفتوحة خلال أواسط أكتوبر المنصرم لولا تدخلهم إلى جانب السلطات المحلية وبعض ممثلي القطاعات المعنية بملفها المطلبي... عبر فتح حوار في الوقت المناسب حيث أدى إلى إبرام جملة من الالتزامات الاجتماعية. وقد تمخض عن هذا الحوار مجموعة من الالتزامات أساسية في حق المنتخبين والسلطات المعنية منها التعجيل بتوفير الموارد البشرية لسد الخصاص الذي تعاني منه المدارس العمومية بالجماعة المعنية، وإيفاد لجنتي تحقيق إلى قنطرة تيغيست اموكاي ودار الطالب، وبناء دار الشباب وملعب قروي في إطار ملاعب القرب و تحويل المسكن الخاص بالجماعة إلى خزانة ثقافية، ووضع مبلغ 70.000 ده كمساهمة مالية من الجماعة لفائدة رابطة ايت عبد الله من أجل تجهيز الخزانة. وإذا كانت السلطات المحلية والمصالح الخارجية متفهمة لمطالب الساكنة معبرة عن استعدادها للتعاون التام مع لجنة الحوار لتنفيذ الالتزامات المبرمة، فإنه وفي المقابل يُسجل استهتار بهذه الالتزامات ممن يفترض فيهم الدفاع عنها وتبنيها على الأصل حيث رفض ممثلو الساكنة في دورتهم الأخيرة المصادقة على مقرر بتحويل اعتماد مالي قدره 70.000 ده يوضع رهن إشارة الرابطة جمعيات ايت عبد الله حسب نص الاتفاق المبرم بين السلطات المعنية والمنتخبين من جهة والساكنة من جهة ثانية . والجدير بالذكر أن آلية الحوار والمتابعة قد استاءت مما وصفته إخلال المجلس القروي بالالتزامات الاجتماعية المقطوعة مع الساكنة وبالتالي ترى أن تصحيح الوضع بات مؤكدا لاسيما وأن المشروع الثقافي المعني يروم حسب الساكنة إشاعة القراءة والمطالعة في صفوف التلاميذ نزلاء دار الرعاية الاجتماعية عوض التسكع في الأزقة والشوارع معرضين أنفسهم لحوادث السير وآفات اجتماعية ، فلماذا إذن يُعلن الفساد معارضته لهكذا مشروع ذو خلفيات حميدة ؟