يجمع جل المتتبعين للشأن الرياضي المدرسي بجهة سوس ماسة درعة على أن مجموعة من العلل والإكراهات تقض مضجع المشرفين على القطاع من أساتذة وجمعيات مدرسية. وفي هذا الصدد، يرى سعيد دوسليمان، عضو المكتب التنفيذي للجامعة المغربية للرياضة المدرسية عن جهة سوس ماسة درعة أن مجموعة من الأساتذة ورجال الإدارة يخلطون بين التربية البدنية مادة أساسية تعليمية/تعلمية تلقن المعارف والدروس لكافة المتمدرسين، بين الرياضة المدرسية التي تستهدف النخبة من التلاميذ والراغبين في ممارسة الرياضة من الذكور والإناث، بناء على المهارات التي يتوفرون عليها من أجل انتقاء الأطفال والتلاميذ للتخصص والاحتراف. وأضاف دوسليمان أن "الإدارة التربوية لا تتفهم خصوصيات المادة، حيث تدرج الحصص التربية البدنية في أوقات غير مناسبة للأطفال والتلاميذ من الثانية عشرة والنصف زوالا إلى حدود الواحدة والنصف، خاصة أن غالبية الآباء غير مقتنعين بهذا التوقيت، إذ يتوجهون إلى المدرسة ويخرجون أبناءهم من حصص التربية البدنية. كما أن جل المؤسسات التعليمية الابتدائية بالعالم القروي لا تتوفر على الملاعب والساحات للممارسة، خاصة الوحدات المدرسية والفرعيات. ومن جهته، يرى حافظ باروص، رئيس مكتب التربية البدنية الارتقاء بالرياضة المدرسية وعضو الفرع الإقليمي للجمعية الرياضية بيتزنيت، أن أول إكراه يواجه أنشطة الفرع تتجلى في ضعف الموارد المالية، إذ تتراوح المداخيل السنوية للفرع ما بين 30 و38 ألف درهم، وهذه الموارد لا تكفي لتغطية التظاهرات الرياضية الإقليمية التي يشرف عليها الفرع. ورغم إلزام قانون 30/09 الخاص بالتربية البدنية والرياضة المؤسسات التعليمية العمومية والخصوصية بتأسيس الجمعيات الرياضية وانخراط التلاميذ يكون وجوبا، يقول باروص، فإن 40 مؤسسة ابتدائية فقط تتوفر على الجمعية الرياضية من أصل 103 مؤسسات ابتدائية في القطاع العام و5 مؤسسات من أصل 9 في القطاع الخاص، وحتى "هذه المؤسسات المنخرطة في الفرع تكون مساهماتها المادية ضعيفة جدا، بسبب ضعف المستوى الاجتماعي للأسر، إذ يفرض القانون المنظم على الجمعيات الرياضية المدرسية تحويل 10 بالمائة من مداخيلها السنوية للفرع الإقليمي و5 بالمائة للفرع الجهوي و20 بالمائة للفرع المركزي للجامعة الملكية المغربية للرياضة المدرسية". يذكر أن الفرع الإقليمي اشترى حافلة لنقل التلاميذ بمساهمة جميع تلاميذ المدارس بالإقليم ب 10 دراهم لكل واحد. ولعل الجمعية الرياضية بالثانوية التأهيلية المسيرة الخضراء هي من أنشط الجمعيات على الصعيد الإقليمي، إذ منذ التحاق المسؤول المالي الجديد، أصبح الانخراط في الجمعية لجميع التلاميذ وجوبا، كما ينص القانون المنظم، وبالتالي بلغت مجموع مداخيلها للموسم 2010/2012 حوالي 20 ألف درهم، بعد خصم نصيب الفرع الإقليمي والجهوي والمركزي، حسب عبد الله شنايتي رئيس الجمعية، واستطاعت الجمعية أن تعيد صيانة وإصلاح الملاعب الرياضية بالمؤسسة بمشاركة مجموعة من الفاعلين المحليين. غير أن مشروع القاعة المغطاة الذي أنجزت الجمعية تصميمه وتصوره ووفرت المؤسسة البقعة الأرضية التي سيشيد عليها (14 متراX12 مترا)، لم يجد التمويل الكافي لإخراجه إلى الوجود، مع العلم أن الجمعية تتوفر على مجموعة من التجهيزات الحديثة المخصصة للجمباز. إبراهيم أكنفار (تيزنيت)