تمكنت عناصر الشرطة القضائية مؤخرا من توقيف سائق سيارة الأجرة الكبيرة المتورط في اغتصاب سيدة في الخلاء بعد مرور أزيد من أربع سنوات على هذه الحادثة. وتعود فصول هذه القضية الى سنة 2009، حين كان الجاني يقود سيارة أجرته وحيدا في ليلة مظلمة، وفي الطريق أثار انتباهه، إحدى السيدات كانت في زيارة لأهلها، تلوح له من بعيد قصد إيصالها إلى بيت الزوجية بأيت ملول، وقف السائق بعد الإشارة الأخيرة، فركبت الضحية دون أن تعي بالقدر المحتوم الذي ينتظرها، ثم سارت السيارة في البداية في الاتجاه المطلوب... لكن سرعان ما انتبهت السيدة إلى أن السائق زاغ على الطريق المسطر، وفي الوقت الذي أرادت أن تنبهه إلى ذلك، أجبرها على التزام بالصمت مهددا اياها بأخطر العواقب في حال قيامها بردة فعل بهذا الخصوص، فما كان لها إلا التزام الصمت خوفا على نفسها، إلى أن أوصلها لمكان خال ومظلم بالغابة، وهناك أخرج المتهم سكينا كان بحوزته ورائحة الكحول تفوح منه، وتحت طائلة التهديد بالسلاح الأبيض، انفرد بها تحت جدع شجرة وأسقطها أرضا بعد أن هاجمها بكل ما أوتي من قوة، دون أن يعير أي اهتمام لتوسلاتها خاصة وأنها امرأة محترمة ومتزوجة، حاولت الضحية مقاومته، لكن قواها سرعان ما انهارت أمام قوة المتهم، فقام بطريقة وحشية بتمزيق ملابسها و الشروع في اغتصابها تحت التهديد بالقتل، وبعد أن أشبع غريزته، لاذ بالفرار تاركا الضحية وسط الأشجار وفي ظلمة حالكة مغمى عليها، وبمجرد ما استعادت الضحية وعيها، أخذت تبحث عن الطريق في حالة يرثى لها وهي شبه عارية، ولما أدركته، وفي أول إشارة لسائق إحدى السيارات، قام صاحبها بإنقاذ الضحية من هول ومخاطر الطريق، وهما في طريقها في اتجاه بيت عائلة الضحية، سردت قصتها لمنقذها الذي آزرها في محنتها إلى أن وصلت بيت أسرتها الصغيرة، حيث حكت تفاصيل الواقعة لوالدتها التي كادت أن تصاب بصدمة من شدة هول حالة ابنتها، بعدها صاحبها والداها نحو مخفر الشرطة، حيث تقدمت بشكاية في موضوع الاختطاف والاغتصاب ضد مجهول يمتهن مهنة سائق سيارة أجرة، كما دلت رجال الشرطة على أوصاف المتهم، وتقرر على إثرها تحرير مذكرة بحث في حقه انطلاقا من المعطيات المتوصل بها على لسان الضحية، وبعد عودتها إلى البيت، علم الزوج بالحادث المأساوي الذي تعرضت له زوجته، لكن ثقته بزوجته جعلته لم يتوان من مؤازرة زوجته وحثتها على نسيان الحادث، مرت على القضية ما يزيد عن أربع سنوات، ظل خلالها المتهم يصول ويجول، في حين كانت الضحية تقوم بزيارة إلى مخفر الشرطة كلما تم إلقاء القبض على مجرم من المجرمين، و في كل زيارة لها، يتم عرض المتهمين على أنظارها عسى أن تقع نظراتها على المعتدي عليها، بقيت على حالها فترة من الزمن دامت أربع سنوات، إلى أن تمكنت عناصر الشرطة القضائية مؤخرا من إيقاف عصابة إجرامية مختصة في السرقة، وضمنها السائق المتهم، ماحدى بالشرطة الى استدعاء الضحية، وبمجرد إلقاء أول نظرة عليه، أكدت بالفعل بأنه الجاني، وبناء على هذا التأكيد، قررت الشرطة القضائية الرجوع إلى الأرشيف، حيث تم إخراج ملف القضية من جديد، و تم الاستماع إلى المتهم في التهمة القديمة/الجديدة واعترف بالمنسوب إليه تلقائيا، ليتم إحالته على أنظار قاضي التحقيق من أجل تعميق البحث في هذه النازلة المثيرة.