حتى لا ننسى أيقونات تيزنيتية أضاءت التاريخ المغربي إبان فترة الإستعمار، نتذكر سيرة شهيد تؤرخ لحقبة زمنية عاشها المغرب تحت نير الاستعمار، و اكتوى في ظلها المجتمع المغربي. حيث رفضت شريحة عريضة الخضوع له. انبثقت عنها حركة فدائية تصدت لرؤساء الفتنة و الخونة تحصد أرواحهم و تبث الرعب في صفوف المستعمر. و لقد أدى ثمنها غاليا مناضلون فمنهم من نفي، ومنهم من قضى نحبه، ومنهم من عذب هو و أسرته و منهم من سجن. و كان"سيدي مومو" احد رموز هذه المقاومة في مدينة تيزنيت و احوازها... هو حافظي محمد بن سعيد بن الحبيب الفيلالي المزداد سنة 1919 بتيزنيت، سليل أسرة شريفة ينتهي نسبها إلى الصدر الأول آل سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه. ترعرع الشهيد في أحضان أسرته بحي اداكفا، دخل الكتاب شانه شان أغلبية الصبيان آنذاك. و لما اشتد عضده و تقوت شوكته امتهن الجزارة ثم الخياطة بسوق اقشوش بتيزنيت. و في تلك الفترة انخرط الشهيد في صفوف جيش التحرير و شارك مشاركة فعالة في ردع المستعمر بكل شجاعة و تفان، حيث كان يحمل السلاح و الذخائر الحربية في سرية تامة بين مراكز المقاومة و خصوصا بين مركزي انزكان و اكادير في الفترة ما بين 1953-1954. و ما إن افتضح أمره حتى سارعت سلطات الاستعمار الى إلقاء القبض عليه و الزج به في سجن الصويرة و ذلك يوم 18 نونبر 1954 بتهمة تكوين عصابة إجرامية و حمل السلاح و القتل العمد. لم يمر على اعتقال الشهيد أكثر من شهرين تقريبا حتى فر صحبة مجموعة من السجناء و ذلك يوم 24 يناير 1955 و بعد مطاردة من طرف الحراس دامت يوما كاملا اغتيل بضواحي الصويرة يوم 25 يناير 1955 بعدما أصيب برصاص الأعداء في جنبه الأيمن مخترقا كبده، فاسلم روحه إلى باريها شهيدا و أضيف اسمه إلى قائمة الشهداء الذين استرخصوا أرواحهم و أنفسهم في سبيل الله و الوطن و الملك، تغمدهم الله بواسع مغفرته و رضوانه.و دفن الشهيد بمقبرة الشهداء بمدينة الصويرة. و لكي لايطالهم النسيان والتهميش ستكون هذه فرصة لإعادة تاريخهم الى الذاكرة. خصوصا بعد أن أضحى الشارع المتوجه نحو مدينة تافراوت يحمل اسمه.