Normal 0 21 false false false MicrosoftInternetExplorer4 /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} التاريخ لا يرحم... فلا مجال للخطأ إذن. خلفت نتائج اقتراع 25 نونبر 2011 حالة استثنائية في الشارع المغربي، فبعد ان كان هذا الشارع لا يتابع المشهد الساسي ولايوليه أي اهتمام، بدأت اليوم تظهر تجليات جديدة تسير في اتجاه القطع مع هذا الماضي وتنبئ بثقافة جديدة يكون فيها الحراك السياسى في قلب اهتمامات المواطنين، أبرز هذه التجليات هي المتابعة الكبيرة من المواطنين- سواء الذين شاركوا او الذين لم يشاركوا- للمشاورات الجارية الآن حول تشكيل الحكومة وما ستسفر ,,,, عنه من نتائج في انتظار انطلاق العمل الحكومي والخطوات الأولى لهذا العمل ليزول الغبش وتكتمل الرؤية ويتضح المسار،كل هذا بالإجابة على السؤال الذي أراق الجميع وهو هل هناك ارادة حقيقية من أجل التغيير ؟وهل العدالة والتنمية قادرة على إحداث هذا التغيير؟ الشارع المغربي اليوم في علاقته بالإنتظارات من الحكومة الجديدة التي سترى النور في الأيام القادمة ينقسم الى قسمين : 1)قسم ينتظر نجاح التجربة ويعلق آماله عليها لأنه يريد الحفاظ على استقرار البلد وأن يعيش في طمأنينة وأمان، لكن في نفس الوقت يريد اصلاحات حقيقية في شتى المجالات تنقد البلاد من براثين الفساد السياسي والإقتصادي والإجتماعي والأخلاقي...التي تعاني منها. 2)قسم ينتظر فشل التجربة ليؤكد من جديد أن هذه الإنتخابات ماهي إلا مهزلة ولعبة سياسية ينسج خيوطها المخزن لامتصاص غضب الشارع والإلتفاف على مطالبه المشروعة، وبذلك يقدم دليلا آخر على صواب رأيه الذي يقول باستحالة الإصلاح في ظل هذه الظروف التي نعيشها بالتالي لا بديل عن تغيير جدري . انطلاقا من هذا التشخيص البسيط، يظهر حجم التحديات التي تنتظر الحكومة التي سيعلن عنها لاحقا، وثقل المسؤولية الملقاة على عاتق حزب العدالة والتنمية ،على اعتبار أن تصدره للنتائج في هذه الإستحقاقات هو ما حرك المياه الراكدة وخلف هذه الحالة الإستثائية التي تحدثنا عنها، وبالتالي فحكومته مطالبة باتخاذ خطوات جريئة تحفظ آمال المغاربة وتعيد الثقة في العمل السياسي وتقدم دليلا حيا لمن يهمه الأمرعلى صواب المنهج الذي اختارته وهو الإصلاح في ظل الإستقرار. أضف إلى ذلك تقديم تجربة إسلامية رائدة في الحكم، خاصة وأن التجارب الناجحة في هذا المجال شبه منعدمة خصوصا في الوطن العربي، وهو ماعبر عنه الأستاذ راشد الغنوشي في إحدى تصريحاته الأخيرة ،وهو زعيم حركة النهضة الإسلامية والتي تصدرت بدورها نتائج انتخاب المجلس التأسيسي في تونس. فالتجربة اذن ستكون محط أنظار الجميع حتىمن خارج الوطن ، وما التهاني التي تلقاها سواء حزب العدالة والتنمية أو حركة التوحيد والإصلاح من الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين وكذا العديد من الحركات والهيئات الإسلامية والشخصيات الوازنة في الخارج إلا دليل على ذلك ،وبالتالي فالمهمة ليست بالسهلة واليسيرة، والتاريخ لا يرحم، فلا مجال للخطإ إذن. محمد الحبيب عدان :طالب السنة الأولى بكلية الشريعة بفاس