مثلما تدعو الحاجة إلى رصد قانون السير على الطريق،مثلما أضحت الحاجة في إلحاح إلى رصد مخالفة قانون السير على طرقات التعبيروإنشاء القول،السيارة وغير السيارة،ونحن في عصر يحيط فيه اللحن بما تخطه الأقلام وما تلفظ به الألسن،وتسفيه بعيدا رياح العولمة الهوجاء،والتحررية الحداثية العوجاء،ثم بعد ذلك لا نجد بدا من حاجتنا إلى شرطي من نوع آخر،يرقب ما نقول وما نخط ، فيظل يلازمنا في الحل والترحال، ويتعقب خطانا وهو ينبهنا ويلوّح لنا ،بل يصفر لنا في آذاننا علّنا نحذر تربصاته،ونأخذ الحيطة من ترقباته،ما دمنا نخالف القانون الذي يسهر عليه هو، ونبحر في خضمه نحن ذات اليمين وذات الشمال. فهكذا نحن وما نزال،ومن عرف قدر المسؤولية الملقاة على هذا الشرطي الذي لايفتر ولا يمل ،ما دامت غايته التصويب والتصحيح واحترام ما يلزم من القوانين الضابطة،فلْيجُلْ جولات فيما يكتبه الكاتبون وينشره الناشرون عبر صفحات وأعمدة يومية لجرائدَ ورقية وإلكترونية،وسوف يقف على ما يُرتكب في حق ما يُكتب من الخطإ،إنْ على مستوى النحو،أو الصرف ،أو الإملاء،وهي كلها، مجتمعةًً أو متفرقةًً،ألبسة تتزين بها لغة تلك المخطوطات والمكتوبات،فإن هي قشيبة سليمة لاثغرة فيها ولا عيب،كان ذلك لتلك اللغة رونقا وبهاء وقوة ومنعة وسببا قويا لتيسير الفهم،فضلا عن كونه وأصحابه عونا على المساهمة في تبليغ رسالة التعليم والتبصرة بجمالية القواعد اللغوية،وإذاعة المعرفة والعلم بالمفاهيم، مصونة ًمن كل ما يُذل كرامتها،ومعززة بما يشيد بعزتها، وإن هي سقيمة، فيها من الثغرات ما يسوء،هوى بها ذلك إلى قعرالدناءة ،ولو كان فحواها أجل مقاماً. إنها اللغة العربية وما أدراك ما هي،كثير من يتجرأ على امتطاء متونها،ويمخر عباب بحورها،وقليل منهم من يتجنب تيارات الخطإ الذي يجرف بمراكبهم،فيظلون يعمهون في لجج موجها الصاخب غير شاعرين بالغيرة على هذه اللغة ،التي من المنتظر منهم ضبطها في غير ما معذرة منهم لأن يلحنوا في حقها أو يخالفوا عرفا من أعراف عبارتها،في مبانيها قبل معانيها ،وهم في ادعاء أنهم يعيرون لها من الاعتزازبها ما يوهمهم بالثقة من أنفسهم وألسنتهم وما تخط أقلامهم، في الوقت الذي تلبث معه الحقيقة مُرّة،حين يكونون يُجرمون في حقها بالإذاية إلى قدسيتها،هذه الأخيرة التي قد يزعم من يزعم أنها قدسية قومية، في حين أن قدسيتها في رونق لفظها وسلاسة عبارتها،ومنعة نحوها،وسمو بيانها وبلاغتها،والإعجاز الذي يميزها منذ نشأتها الأولى إلى يوم يرث الله الأرض ومن عليها. إننا في مدارسنا حريصون على تعليم النشء ما تستوجب الحياة من التعلمات،ولكننا حريصون كل الحرص على طبع كل ذلك بطابع من السلامة من اللحن والخطإ،فذلك مستهجن لا تقبله السليقة ولا ملكة الاكتساب،كما لا يعقل أن تظل المعارف التي تلقن وتبلغ باللسان العربي،يدنسها الخطأ ويشوه بريقها، كما لا يعقل أن يُنقش ذلك الخطأ في العقول، خاصة إذا كانت هذه الأخيرة فتية طرية،حيث النقش عليها أشبه بالنقش على الحجر.لذلك فنحن أحرص ما نكون على أن يظل تلامذتنا يحتفظون على هذه الأمانة في ضمائرهم وفي أفئدتهم وفي وجداناتهم،ويصيرلها في قلوبهم سريانٌ كسريان الدماء في عروقهم، مثلما نحن نظل في حرص على ملامتهم عن كل خطإ يرتكبونه في حق ما يتفوهون به أو يكتبونه،لنُحرّض عليهم ذلك الشرطي القابع تحت قبعته الحمراء،يتعقب حركاتهم وسكناتهم،ويسايرهم في كل مرتفع أو منخفض،ويجنبهم عثرات الوقوع إذا هم يجرّون، أو إرهاق النصَب إذا هم ينصبون.لكن المشكلة التي يلام عنها المتعلمون،تجاوزت أسوار المدارس،وفلتت من عقالها لتجوب فضاءات أخرى من فضاءات اللفظ الملفوظ والمرسوم،وتصول صولة الداء المستشري،وتتحرر بطريقة مباشرة من سلطة ومراقبة الشرطي،ذلك القلم الأحمر الذي سوف لن نتحرر من متابعته ومراقبته وتعقباته وتنبيهاته وتحذيراته ،ما دمنا نخوض فيما نخوض كما نريد لا كما تريد لغتنا العربية وضوابطها. ورب مدّع يدعي أن الأولوية للفكرة،أو هي للمضمون على الشكل،أو يدعي ما يبرر عجزه عن ضبط هذه اللغة بما يلزم من قواعد، بجهلها أوبعدم الاكتراث بها، فتكون الحقيقة غير ما يدعي المدعون،لأن في القناة ما يبين ويشي بأن هذه المهمة شقيقة لمهمة المعلم الأستاذ الذي يعتني فيما يعتني به، بوجهيْ السكة كليهما،لا أن يكون أحدهما على حساب الآخر.ولأن نشر الخطإ فيما يُكتب ويُذاع، يلعب عكس ذلك الدور الإيجابي في نشر التعليم والتثقيف وتنوير العقول وتصحيح الألسنة والأقلام، ليصبح الأمر امتدادا لرسالة المعلمين الذين يقبعون في خنادق محاربة الجهل وتبديد ظلماته عن عقول النشء داخل فصول الدراسة،وربما يُعزى الاستخفاف بجسامة الرسالة، إلى جهل مَنْ يَكتب ،بجسامة الرسالة فيما يكتب ، وهو في منأى عن ضبطه بما يلزم من ضوابط وقواعد،ومن اعتقد غيرذلك، عدمت في حقه المعاذير،واستُقلت الملامات . أحمد طاهيري *نماذج من الأخطاء المرتكبة عبر ما نشر عبر الجرائد الالكترونية خاصة: الخطأ الصواب نوع الخطإ - لكونها ملتقى ثقافي وهوياتي ثقافيا وهوياتيا - نحوي - ويعتبر التراث المادي مجال للفن مجالا - " - التي يتوخها المتدخلين في الحفاظ على هذا الكنز يتوخاها - إملائي المتدخلون - نحوي - ولذى نجد من بين الموسيقيين والمغنيين الذين ابدعوا لذا - إملائي المغنين - نحوي - ليست سوى تغييرا للتقويم تغييرِ - نحوي - اعطاءها طابعا عالميا إعطاؤها - إملائي - الإنتظارات الانتظارات - إملائي - بين الاهذاف التي الأهداف - إملائي - واختارنا هذه السنة واخترنا - إملائي - هي أن رجلان سوسي امازيغي والثاني عربي رجلين سوسيا - نحوي أمازيغيا /عربيا - " - لايتحرك ولا يشكي لايشكو - نحوي - حكايات لم تأتي من فراغ لم تأت - نحوي