قطعان من الماعز والغنم والحمير تهلك الحرث والنسل صباح مساء أمام أنظار كل المعنيين بالشأن العام، و الحرية المطلقة باسم أرض مولانا تخرب البيئة وتهدد أمن المواطنين، يتواصل توافد مجموعات الرحل أفرادا وجماعات على تراب مختلف مناطق جماعات دائرة أنزي، في مشهد زحف يحمل اكثر من دلالة في ظل صمت كل الجهات المعنية بحماية أملاك المواطنين و أسباب استقرارهم في أراضيهم، وفي مقدمتها شجرة الاركان والحقول والبساتين ثم مصادر التزود بالماء من آبار و مطفيات عامة... خصوصا وأن هذه الأخيرة تعيش هذه الأيام أزمة حقيقية في مخزونها في ظل انحباس الامطار حتى هذه اللحظة. وقد بات منظر القطعان وهي تجتاح الحقول مشهدا مألوفا لا يقابل بأي اعتراض من طرف ساكنة جربت كل الوسائل السلمية والتي واجهتها عصابات الرحل بعنف وفظاظة تحت شعار : هاذي أرض مولانا، وبدل أن يثير المسؤولون عن الشأن العام الموضوع ويطرحوا معانات الساكنة كما فعل أعضاء جماعة الساحل بشجاعة، حين قدم الرئيس وأعضاء المجلس استقالتهم من جماعة لا توفر الحماية لساكنتها ومواطنيها، فضلوا إطلاق عبارات التضامن والمساندة الشفوية للمستقيلين خلال اللقاء الاخير لحزب الكتاب بأنزي، وكأن الموضوع لا يعني منطقتنا. والملاحظ أن سلوكات الرحل تتجاوز بكثير حدود الرعي الجائر لتمتد إلى استنزاف مصادر الماء عبر استعمال سيارات مصهرجة وموزدة بمضخات تأتي على كل قطرة لتضاعف من معانات الساكنة وتحديدا المرأة المحلية التي تظطر إلى قطع مسافات إضافية بحثا عن قطرة ماء لا تسمن ولا تغني من جوع في أرض تشكل المصدر الاول للثروة المائية التي تغدي سد يوسف بن تاشافين. موضوع الرعي الجائر بأراضي ساكنة أنزي ونواحيه يضع المسؤولين عن الشأن العام جماعة، سلطات محلية جمعيات، فاعلين مرة أخرى أمام مسؤوليتهم لرفع هذا الظلم الذي يفقد المواطن حس الانتماء لهذا البلد الذي يتحدث عن الاصلاح والكرامة والحقوق والمواطنة، وقد آن الاوان أن يحدوا حدو كل الجماعات والفاعلين الذين عبروا عن موقف الرفض لما يجري أمام أعينهم من انتهاكات للأملاك العامة والخاصة، انتهاكات تفاقم من أزمات المنطقة وتخنق ساكنتها بين مطرقة الملك الغابوي الذي أثبت أنه يحمي الخنزير قبل الانسان، وسندان الرحل الذين لا يعرفون عن مولانا سوى أرض جرداء بلا حدود ولا قيود.