رغم الأهمية الاقتصادية والعمرانية لمدينة أيت ملول وضواحيها، فإن فرقة المرور التابعة لمفوضية شرطتها لا تتوفر إلا على تسعة (9) من رجال أمن يسهرون بالليل والنهار على ضمان حركة المرور لما يقارب 220 ألف نسمة بمدينة أيت ملول و12 ألف نسمة من قاطني جماعة أزرو القريبة... واستنادا إلى مصادر "تيزبريس"، فإن العناصر الأمنية المذكورة، رغم قلتهم، مطالبين بمراقبة وتغطية مساحة تقدر بألف كلم مربع دون المدار الحضري للمدينة ويشتغلون على شكل فرقتين، الأولى تبدأ عملها في الساعة السابعة صباح إلى حدود الثانية زوالا، ثم تأتي الفرقة الثانية لتواصل هذه المهمة إلى حدود الساعة العاشرة ليلا. وبحكم أن حركة المرور بمدينة أيت ملول تعرف أوجها ما بين الساعة الثالثة زوالا والساعة التاسعة ليلا بسبب مغادرة الموظفين لمقرات عملهم وخروج عمال المعامل الصناعية والضيعات الفلاحية والميناء ومرور شاحنات التلفيف والتصدير ووصول حافلات المسافرين الذين غادروا الأقاليم الصحراوية في الصباح الباكر، فإن الفرقة الأولى التي أنهت مهمتها على الساعة الثانية زوالا تلتحق بالفرقة الثانية لمساعدتها ابتداء من الساعة الرابعة، مما يجعل عدد ساعات العمل التي يعمل فيها رجال الأمن بالمدينة تصل إلى 13 ساعة في اليوم الواحد. ومما يزيد من أتعاب فرقة المرور بأيت ملول مرور الطريق الوطنية رقم 1 بوسط المدينة والتي تربط شمال المملكة بجنوبها، مما يجعل المدينة نقطة عبور للمسافرين، وبالتالي لا عجب في الأرقام المخيفة في نسب ارتفاع الجريمة بهذه المدينة بشتى أصنافها. كما أن المجال الجغرافي للمدينة يحوي السجن المحلي الذي يضم أكثر من 1500 سجين، خاصة بعد إغلاق السجن المحلي لإنزكان وتحويل كافة سجناء هذا الأخير إليه. إلى ذلك تنضاف معيقات الشبكة الطرقية التي لم تساير الارتفاع الصاروخي لعدد السكان ولا التوسع العمراني للمجال، إذ يكفي أن نشير إلى أن قنطرة واد سوس التي تربط مدينتي إنزكان وأكادير بأيت ملول، أنشئت سنة 1952، حيث كانت تستقبل في الخمسينيات من القرن الماضي ما معدله 60 سيارة في اليوم، أما خلال السنوات الأخيرة، فأصبحت معبرا ل 60 سيارة في الدقيقة الواحدة، وهذا العدد قد يصل إلى 100 عربة في الدقيقة الواحدة خلال أوقات الذروة، حتى أصبحت تنعت بعنق الزجاجة بحكم أنها المدخل الرئيسي للمدينة. إبراهيم أكنفار