لا يزال سكان قصر زاوية البركة يعانون من اغتصاب حقهم في استرجاع أراضيهم السلالية من طرف الناصريين البركيين. هذه المعاناة والتي دامت لعقود من الزمن يأبى معها أصحاب الحق إلا أن يستمروا في الاحتجاج والمطالبة بإنصافهم في ظل تواطؤ السلطات المحلية في شخص عامل الإقليم وإدارة الدولة – كما صرح بذلك أحد ساكنة الزاوية ل "الجنوبية للإعلام ". وكان أبناء وسكان زاوية البركة قد نظموا مجموعة من الأشكال الاحتجاجية كان آخرها المسيرة الشعبية التي نظمت يوم الأحد 19 ماي والتي عرفت حضورا قويا للساكنة، ومؤازرة ممثلين عن الأحزاب السياسية والنقابات وفعاليات المجتمع المدني، ورفعت فيها شعارات قوية منددة بسياسة التمييز العنصري التي ينهجها الناصريون البركيون إزاء أبناء قبيلتهم، كما هتف المشاركون ونددوا بتواطؤ السلطات المحلية. وفي كلمة له خلال التظاهرة قال (ر. ك) نيابة عن أبناء زاوية البركة: "… جئنا لنحتج ونسمع صوتنا ونصرخ في وجه الظلم والفساد، جئنا للتأكيد على استرجاع حقوقنا المسلوبة، ونطالب بحقوقنا الثابتة في أراضينا السلالية المتبقية المجاورة وكذا المقابلة لقصر زاوية البركة أسوة بقصور وادي درعة، وأخص بالذكر أرض النوادر شمال هذا الأخير،أرض السوق النصف أسبوعي، الأرض الواقعة غربه، الشطر الثاني من الحي الصناعي و الأرض الواقعة غرب الطريق الوطنية رقم 12 قرب المطار القديم. نعم، هذه أراضينا السلالية وحدودها الغربية تنتهي عند أرض الكعابة، وفي الشرق قصر زاوية البركة أما الحدود الشمالية فتنتهي بأرض قبيلة تنسيطة انشاشدة والجنوبية تقف عند التحديد الإداري لأراضي الجماعة السلالية مسوفة. وإلى كل من يراهن على النيل من عزيمتنا نقول بصوت عال: لن نتراجع أبدا حتى نصل إلى هدفنا المشروع لأننا على حق وكما يقول المثل "ما ضاع حق وراءه طالب". كما استنكر المحتجون كل أشكال الفساد والميز العنصري الذي عانى منه أبناء الزاوية ، وأكدوا كما جاء في كلمة الودادية والتي توصلت " الجنوبية للإعلام " بنسخة منها، أكدوا على إدانتهم لكل: "… أشكال الفساد والاستبداد والطغيان والميز العنصري في هذا الوطن الحبيب وخاصة في هذا الإقليم العزيز، حيث تعرضت الأغلبية الساحقة من سكان وأبناء زاوية البركة لانتهاك حقوقها ونهب أراضيها السلالية من طرف الناصريين البركيين شركاؤنا في القبيلة لأكثر من أربعة قرون، وذلك يعود بالأساس إلى الاستغلال المقيت لأجدادنا،السكان الأصليون، حيث استعبدوهم وكانوا يمارسون عليهم كل أشكال الظلم والقهر والاستبداد والاضطهاد والتمييز العنصري. والأدهى والأمر من هذا أن السلطات المعنية وإدارات الدولة ساعدتهم وتعاونت معهم في إقصائنا وحرمننا من الاستفادة من أراضينا السلالية بدعوى أنها غير ذلك بناءا على حجج ومستندات مزورة أصلا حيث استغلوا في ما مضى من الزمان الموقع الذي يحتلونه بالجماعة التي تعاقبوا على رئاستها والعلاقات المشبوهة التي نسجوها مع المسؤولين زد على هذا وذاك جهل وأمية أسلافنا. وفي ختام المسيرة الاحتجاجية ولإرسال رسالة إلى المعنيين بالأمر ، سجل أبناء زاوية البركة تنديدهم القوي بهذه التصرفات اللامسؤولة التي تكرس استمرار عقلية الفساد والاستبداد والتواطئ والترامي على أراضي الجموع دون حسيب أو رقيب،كما حملوا السلطات الإقليمية ووزارة الداخلية المسؤولية الكاملة وطالبوها بالوقف الفوري لكافة الإجراءات الجارية على أراضيهم، ثم فتح تحقيق مستعجل في القضية والتدخل من أجل استرجاع أراضيهم السلالية، ورفع الأيادي الجائرة عنها ومعاقبة كل المتورطين في هذا الملف قبل أن تؤول الأوضاع إلى ما لا تحمد عقباه ،على حد تعبير أبناء الزاوية .