ذ. عمر إفضن حين نسمع عن منطقة إفني، يتبادر إلى الذهن تاريخها الحافل بالتحديات، وموقعها الفريد على الساحل الأطلسي. لكن، حين يثار الجدل حول قضايا تمس كرامة السكان، مثل تصريح برلماني بأن نساء إفني يتوجهن للعمل في شتوكة آيت بها، فإن الأمر يتجاوز مجرد رأي ليصبح سؤالًا صارخًا عن واقع التنمية والإدارة في المنطقة. إن كان ما قيل حقيقة، فهي وصمة عار في جبين المسؤولين الذين تناوبوا على إدارة شؤون هذه المنطقة. وإن لم يكن كذلك، فهي محاولة بائسة لاستغلال معاناة فئة مهمشة لتحقيق مكاسب سياسية. في كلا الحالين، تتحمل الحكومات المتعاقبة المسؤولية، وعلى رأسها من ينتمون للأحزاب التي تصدرت المشهد، مثل حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي يجد نفسه في قلب هذا النقاش. ميناء إفني: ثروة بلا استفادة حين نتحدث عن ميناء إفني، يتساءل السكان بمرارة: لماذا لا يستفيد السكان الأصليون من عائداته؟ موجب اتفاق فاس، كان من المفترض أن تُخصص موارد المنطقة لتنميتها، لكن الواقع يقول غير ذلك. فالميناء، الذي يمثل بوابة اقتصادية واعدة، ظلّ أشبه بجوهرة معطلة، لا يرى سكان إفني منها إلا بريق الوعود الانتخابية. الحي الصناعي: حلم مؤجل رغم محاولات حكومة عبد الرحمن اليوسفي السابقة لتطوير حي صناعي في إفني، إلا أن الأرض التي صُرفت عليها أموالٌ طائلة لم تتحول إلى ما كان يُخطط له. لماذا؟ لأن المصالح السياسية والحزبية طغت على الهدف التنموي. بدلًا من أن يتحول المشروع إلى رافعة اقتصادية للمنطقة، أصبح مجرد أرضٍ مُعطلة، بينما تُوزع المنافع على "خدام الدولة". -البروباغندا الحزبية وصباغة الجدران عندما نتحدث عن التنمية، فإن إفني لا تحتاج إلى مساحيق تجميل على جدرانها، كما فعلت جهة كلميم. كانت ساحة إسبانيا رمزًا تاريخيًا، لكنها لم تنل حتى صبغة جديدة! هذه الساحة، التي شهدت تاريخ إفني، تُركت كشاهد على فشل المشاريع التنموية. صراع المصالح واغتيال الكفاءات. إن إفني أكبر من أن تكون ساحةً للصراعات الحزبية الضيقة. تجربة ابن المنطقة الوزير، المنتمي لحزب التجمع الوطني للأحرار، تكشف حجم التدخلات التي تمنع أبناء المنطقة من تولي زمام الأمور. ليس غريبًا أن يُمنع من قيادة بلدية إفني، لأن ذات المصالح التي تمنع صباغة ساحة إسبانيا، هي نفسها التي تعرقل أي مشروع حقيقي للتغيير. رسالة إلى المسؤولين على الأحزاب، سواء التجمع الوطني للأحرار أو غيره، أن تطرح أسئلة جوهرية: لماذا يُترك أبناء إفني- ايت باعمران على الهامش؟ لماذا تُدار ثروات المنطقة بمعزل عن سكانها؟ كيف يمكن إحياء المشاريع المتوقفة وإعادة الحقوق إلى السكان الاصليين ؟ إن إفني ليست بحاجة إلى شعارات جوفاء. تحتاج إلى قيادة واعية، ورؤية تنموية حقيقية، تُعيد للمنطقة مكانتها، وتضع حدًا لمعاناة سكانها، رجالًا ونساء..بل تحتاج الى القطع مع مقاربة حراستها عوض تنميتها…!!