تفاعل كبير بين جماهير ومناضلي الاتحادي الاشتراكي بإقليمسيدي إفني والكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي إدريس لشكر يوم السبت الماضي خلال المؤتمر الإقليمي الثاني المنعقد تحت شعار : "من أجل تنمية حقيقية لإقليم ناشئ داخل جهة جديدة " والذي حضر جلسته الافتتاحية ما يفوق ال 3000 شخص من ضمنهم 1200 مؤتمر يمثلون مختلف الفروع والقطاعات الحزبية بالإقليم، وبحضور وفد هام من المكتب السياسي يتشكل من عبد الكريم بن عتيق والمصطفى المتوكل وعبد الله العروجي وبديعة الراضي وعبد الوهاب بلفقيه ومحمد درويش، وبحضور برلمانيي الحزب في الغرفتين ورئيس جهة كلميم والمنتخبين في الجماعات القروية والبلدية وممثلي الأحزاب السياسية الصديقة والحليفة والهيئات الحقوقية والنقابية.. وكان التفاعل أكثر حين وجه لشكر جزءا من خطابه باللغة بالأمازيغية، معتزا بانتمائه لهذه الجهة المناضلة، حيث قال: " بكامل الصدق وأنا أرى هذه الوجوه، وأرى هذه السيدات الشوامخ، الحاضرات معنا والصورة جميلة جدا، من "الملحفة" إلى العمامة إلى الجلباب إلى المعطف، صورة المغرب المتعدد.. ها أنتن وها أنتم في هذا العرس النضالي تجسدون الوحدة المغربية كما يجب أن تكون، هذه هي الأمة المغربية بشبابها بشاباتها، بنسائها، برجالها، بتلاوينها واختلاف هذه التلاوين.." ، وأضاف الكاتب الأول قائلا: " ما رأيته بعيني هو أن أبناء هذه المنطقة إذا أردوا الوصول الى سيدي إفني عليهم أن يخرجوا من سيدي إفني ليدخلوا إلى سيدي إفني، لماذا لأن البلاد لا تريد بعد أن تعترف و تقر بأن المنطقة منكوبة." وشدد إدريس لشكر على ضرورة أن تتحمل الدولة مسؤوليتها، فما تعانيه المنطقة فحجم لا تقدر على معالجته لا بلدية ولا إقليم ولا جهة، إذ يحتاج ذلك إلى الملايير .. وبعد أن تحدث عن الظروف التي يعانيها هذا الإقليم الذي على بلادنا أن تفخر بتاريخه النضالي والجغرافي والبشري، أكد على أن المغرب دولة ليست كتلك الدول التي خططها المستعمر بالقلم وحدد لها الحدود.. نحن- يقول إدريس لشكر- دولة تمتد عبر التاريخ، من السكان الأصليين الأمازيغ، إلى كل الوافدين، دولة تفاعلت فيها الحضارات.. إن أجدادنا نبتة حقيقية من هذه الأرض ورفضوا أن يغادروها لأنهم مؤمنون بالصمود فيها كيفما كانت الأحوال، لذلك أقول بأن سيدي إفني اليوم تجسد ذاك المغرب الشامخ ، الذي سيستعصي على خصومه وعلى أعدائه مهما حاولوا من مؤمرات .. وقال الكاتب الأول بأن الاتحاد الاشتراكي بسيدي إفني يفخر في مؤتمره الإقليمي الثاني، بهذا الحضور الكبير الذي يؤكد التعاطف الذي تأسس ليس اليوم فقط، بل عبر التاريخ ، لأن هذه المنطقة كانت قلعة أساسية لحركة التحرير الشعبية وجيش التحرير، وأبناؤها ناضلوا من أجل تحرير المغرب واستقلاله مثلما لعبوا دورا في الانتقال الديمقراطي، والجهد الذي بذله أبناء هذه المنطقة في الستينيات والسبعينيات هو الذي جعلنا جميعا نعيش في مغرب آمن ومستقر.. وبعدما تحدث عما يجري في ليبيا وسوريا والعراق واليمن وغيرها قال إدريس لشكر بأن الله نجى هذه الأمة المغربية، التي ليست كالأمم الأخرى، حيث كان فيها حوار، ونقاش عبر التاريخ مابين الحاكمين والمحكومين، المواطنون دائما يرفضون الظلم والاستبداد حين يتجاوز حده، ويعبرون عن ذلك بوضوح وعلانية ، مذكرا بأن بلادنا كانت فيها المسيرات والمظاهرات ضد المستعمر والاحتجاجات بسنوات حتى في مرحلة الاستقلال قبل أن يأتي الربيع العربي، ولولا تلك الاحتجاجات التي خلقت ثقافة وتربية في المغرب والتفاعل بين الحاكم والمحكوم لما استطعنا أن نتجاوز ما عاشته الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط.. مبرزا أن وحدة الأمة المغربية هي صخرة تتكسر عليها كل مؤمرات الخصوم والأعداء.. وأشار لشكر إلى أن مؤمرات أعدائنا في الجزائر تزداد أكثر في كل أبريل، حيث يحاولون تحريك بعض الدول بالرشاوى، لذلك فجلالة الملك نبه في خطاب المسيرة أن هذه السنة يجب أن تكون سنة حاسمة، ويجب أن نتحلى جميعا بالحذر واليقظة، لأنه هو الجواب على أعدائنا وخصومنا، وقال بأن ما تكسبه قضيتنا اليوم في الصورة التي تقدمها بلادنا كنموذج للانتقال الديمقراطي، يطمئن على السلم والأمن في المنطقة، مؤكدا على أن التخوف مشروع فيما يتعلق بمستقبل المنطقة بالنظر لما يجري في الساحل والأسلحة المنتشرة بعد انهيار النظام الليبي وما تعيشه الدولة المجاورة لنا من وضع صعب في قيادتها، كذلك العصابات التي تنشط اليوم في الساحل، عصابات بيع الأسلحة وبيع البشر والحركات الإرهابية بمختلف تهديداتها والتي تحاول أن ترعبنا حتى نتراجع عن مواقفنا. وقال لشكر في هذا الصدد: " نقول لهم الإرهاب لا يرهبنا والقتل لن يفنينا وقافلتنا ستستمر" بعد ذلك انتقل الكاتب الأول للحديث عن إقليمسيدي افني الذي تم إحداثه منذ 2009 ، وعوض أن يوضع ضمن الأقاليم المنتمية للجنوب تم عزله ووضعه في جهة سوس ماسة درعة دون أن تضمن له ظروف الاندماج ليستفيد من التنمية الموجودة في المناطق الشمالية، و أن هذا الإقليم إلى يومنا هذا لم يحظ بحقه في المشروع التنموي لبلادنا.. وقال إدريس لشكر بأن الإقليم أعطى دروسا، فيما سمي اليوم بالمجتمع المدني من خلال الجمعيات والأفراد، وأن الطريق الرابطة بين الأخصاص وسيدي إفني في مجموعة من أجزائها كان الفضل في بنائه يعود إلى وطنيين أدوا من جيوبهم لشق الطريق ولم ينتظروا مساهمة الدولة قبل أن يبدأ هذا التشارك الذي تقوم به الحكومة مع الجماعات بالنسبة للطرق أو المسالك الوعرة،..وأضاف: " في هذا الإقليم وقبل أن تفكر الدولة في سياسة التماسك الاجتماعي، قام أبناء جاليتنا في الخارج الذين كانوا يحفرون في المناجم ويتعبون في الأعمال الشاقة في الدول الأروبية، بالمساهمة في كل مشروع لتمنية المنطقة حيث بنوا المساجد والمدارس و الطرق، ولنا في هذه الثقافة التي سبقت إليها هذه المناطق من الأخصاص وأيت رخى وأيت بعمران وغيرها دروس يمكنها أن تُعطى.. وقال إدريس لشكر بأن النكبة كبيرة، والفيضانات لم تكن سهلة.. وأضاف: "الكارثة لم تكن في كلميم بل في سيدي إفني، ولست أدري كيف أخفوها علينا - يقول إدريس لشكر- وما هي الحسابات السياسوية.. إنها "الحكرة" وهي التي دفعتني يوم وضعت السؤال في البرلمان لهول ما رأيت مما وقع في تغجيجت و تيمولا و الأرواح التي سقطت من خلال ذلك، محملا الحكومة كامل المسؤولية في ذلك.. و التزم إدريس لشكر بأن يجعل مما وقع لسيدي إفني قضية، باعتباره إقليما منكوبا، من أجل مساهمة الدولة في تجاوز هذه النكبة وذلك بتنسيق مع البرلمانيين من مختلف الطيف السياسي من أبناء هذه المنطقة. . وبعدما تحدث عما حبا به الله هذا الإقليم من جبال ووديان وشواطيء ساحرة وما انعم به من خيرات وأشجار خاصة منها شجرة الأركان التي قال بأنها تحولت الى نقمة بسبب حارس الغابة بدل أن تكون نعمة.. وتساءل هل يمكن للمياه والغابات أن تقول لنا بأن هذه الشجرة نبتت من تلقاء نفسها،؟؟؟!! ليجيب بأن تلك الشجرة غرسها الأجداد منذ مئات السنين، ولا يمكن قبول هذه المحاولات التي تقوم بها الحكومة من خلال مندوبية المياه والغابات من أجل الاستيلاء على أراضي هذه المنطقة، وكل تحديد لا تتم فيه استشارة سكان المنطقة يعتبر تحديدا تعسفيا.. وقال إدريس لشكر بأن المناضلين في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ملتزمون بأن يكونوا مع السكان في الدفاع عن أراضي أبائهم وأجدادهم.. وتساءل إدريس لشكر أيضا عن الكثير من الخيرات التي تزخر بها المنطقة دون مصاحبة من هذه الحكومة من أجل تطويرها وتحديثها، وأن مخطط المغرب الأخضر في الشمال و في الصحراء لكن تم استثناء إقليمسيدي افني.. وأشار إلى أن هذه المنطقة أيضا حباها الله بشاطيء جيد، لكن لا تستفيد منه لا فيما يتعلق بالصيد البحري خاصة التقليدي منه ولا تستفيد من الموارد السمكية، وحتى على مستوى المناخ فهذه منطقة سياحية بامتياز.. وقال لشكر: على مؤتمرنا الإقليمي أن يكون واضحا فيما يتعلق أولا بربط أبناء وبنات المنطقة في دواويرهم بمسالك وطرقات والتي تفتقدها المنطقة، ولابد من العمل على تثنية الطريق الرئيسية.. لأننا رأينا الوضعية التي توجد عليها هذه الطرق، فحتى المشاريع التي كانت والتي ستساهم في تطوير البنية الطرقية وتطور التجهيزات الأساسية في المنطقة، ورغم الانتهاء الدارسات المرتبطة بها، بل تم وضع طلبات العروض، غير أن هذه الحكومة أوقفت وبدون أي قانون تلك الأوراش بدعوى نقل تلك الاعتمادات لمواجهة نكبة الفيضانات، وللأسف لم تواجه الفيضانات، ولم تنفذ مشاريع الطرق التي كانت مقررة وخصصت لها ميزانيات وأحيانا بشراكة مع المنتخبين المحليين، ولذلك ستكون من ضمن مساءلاتنا.." وأكد أنه إلى جانب المجهود الذي يجب أن يتم في الربط بين الجماعات المحلية والبلديتين ببعضهم البعض وربط الإقليم بالأقاليم المجاورة لابد من تقوية النشاط الفلاحي.. وشدد على كون هذا المؤتمر محطة لإيصال رسالة إلى الحكومة من خلال المندوب السامي للمياه والغابات حيث قال: "لن نقبل أن تدرج الأملاك الخاصة بآباء وأجداد سكان المنطقة في الرصيد العقاري للمندوبية السامية للمياه والغابات.. وأضاف: "لابد قبل كل تحديد غابوي أن تراعى حقوق السكان الأصليين في هذه المنطقة، ولن نقبل أن تمارس سياسة بوجهين، الحديث عن مخطط المغرب الأخضر وعدم مصاحبة المواطنين في هذه المنطقة، لما لا إحداث مركز فلاحي بدائرة الأخصاص، ولما لا دعم الفلاحين الصغار وتكوينهم وتقديم دعم مادي لهم، والغريب أنه يمكن أن يأتي أي شخص من الداخل ويقدمون له ألف هكتار بدعوى أنه سيستثمر في نوع فلاحي معين، والواقع انه ليس لديه أي نوع ويدعمونه بتموين من الأبناك بدعوى مشروع المغرب الأخضر وسيعفى من الضريبة ، ورأينا هذا في العديد من المناطق والتي وقع فيها اعتداء على أراضي السكان وسُلمت لأناس اغتنوا بين عشية وضحاها.." وأكد الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي على ضرورة أن يستفيد إقليمسيدي إفني الذي هو إقليم جنوبي بامتياز من وكالة تنمية أقاليم الجنوب ولابد من مرسوم يدخل هذا الإقليم في إطار هذه الوكالة" وختم إدريس لشكر كلمته بالقول : " في مقدمة كلامي لما تحدثت عن هذه اللوحة الفنية الجميلة التي تشكلت في العمامات واللحف والمعاطف، وهو ما يؤكد وحدة الأمة المغربية، ونحن هنا ومن خلالكم نريد إيصال رسالة الى كل الذين يريدون إحياء النعرات القبلية نقول لهم المغرب وطننا جميعا ولا حق لكم في إحياء هذه النعرات القبلية حيث لا فرق بين الأمازيغي وأي مواطن آخر، وندعوهم إلى تحمل مسؤولياتهم ونقول لهم اتركوا هذا الوطن أن يعيش في أمن واطمئنان تحت قيادة جلالة الملك..." وكانت الجلسة الافتتاحية التي أقيمت في فضاء جميل بمخيم على شاطيء مدينة سيدي افني قد انطلقت بآيات بينات من الذكر الحكيم، وبالوقوف وقراءة الفاتحة ترحما على شهداء التحرير، وبعد نشيد الحزب والنشيد الوطني رحب عبد الرحمان لبيب الذي سير أشغال المؤتمر بالحاضرين، ليعطي الكلمة في البداية لمحمد بوطعام عن اللجنة التحضيرية للمؤتمر الذي عبر عن اعتزاز المناضلين بهذا الإقليم المناضل لعقد مؤتمرهم الثاني في إطار الدينامية التي يشهدها الحزب من أجل تطوير وتقوية الهياكل التنظيمية بهذا الإقليم المناضل، والذي يضم قبائل أيت بعمران، وقبائل لخصاص، وقبائل مجاط، وقبائل ايت رخى، وقال بوالطعام أن اللجنة التنظيمية للمؤتمر الإقليمي الثاني عملت على تشخيص الوضعية التنظيمية وذلك من أجل العمل على إرجاع الحزب بالإقليم إلى موقعه الطبيعي القوي وسط الجماهير الشعبية، و تحدث عن ظروف الإعداد ومشاريع المقررات.. وذكر محمد بنفضول في الكلمة التي ألقاها باسم الكتابة الإقليمية للحزب بسيدي إفني ، بأن هذا الإقليم انبثق من رحم الحركة الوطنية في ظروف لم تكن بالسهلة، وأن أبناءه اليوم من سلالة المجاهدين، أبناء المقاومة و جيش التحرير، مؤكدا تجدر الاتحاد الاشتراكي فيه منذ تأسيسه . وتحدث محمد بنفضول عن السياق العام الذي ينعقد فيه المؤتمر الإقليمي ، والذي تعيش فيه البلاد تدهورا واضحا في أوضاعها الاقتصادية و الاجتماعية إقليميا و وطنيا ، في ظل الحكومة الحالية ، حيث تدنت القدرة الشرائية للمواطنين وارتفعت تكلفة المعيشة وقُمعت الحريات النقابية والجمعوية. وأضاف بنفضلو أن الاتحاد الاشتراكي يخوض اليوم معركة لفضح التراجعات المسجلة في مختلف المجالات ، ومواجهة جميع المخططات التي لا تتماشى مع إرادة المواطنين . و يدق ناقوس الخطر للذين يعملون على الإجهاز على مكتسبات المشروع الديمقراطي الحداثي الذي أسس حزبُ القوات الشعبية مرتكزاته الأساسية من خلال تجربة حكومة التناوب بقيادة الأستاذ عبد الرحمن اليوسفي . وقال بنفضلو " لقد تضرر إقليمسيدي إفني من سياسات هذه الحكومة ، وعرف نقصا ملحوظا في خدمات التعليم و الصحة والتشغيل والسكن والبنيات التحتية في مدينة سيدي إفني وفي جميع الجماعات المنتمية للإقليم . يضاف إلى ذلك معاناة المواطنين بالإقليم بعد الخراب و التدمير الذي أحدثته الفيضانات الأخيرة . وقال أيضا " إننا في الاتحاد الاشتراكي نعمل على خلق جبهة إقليمية للقضاء على كل مظاهر التهميش و الإقصاء و الحرص على استغلال الثروات الاقتصادية بالإقليم ، استغلالا معقلنا تستفيد منه الساكنة ، لأن مؤشرات التنمية بالإقليم مازالت ضعيفة رغم هذه الثروات ، إضافة اتساع نسبة الفقر و البطالة و الهشاشة الاجتماعية التي ارتفعت بشكل لافت . كما أننا ، في الاتحاد الاشتراكي، نؤمن بعدالة قضيتنا الوطنية ونؤكد على أن الحكم الذاتي هو الحل الوحيد للنزاع المفتعل في الصحراء المغربية ، و نعبئ جميع قوانا لإحباط مناورات خصوم وحدتنا الترابية " وتوقفت كلمة بنفضلو عند معاناة السكان بالإقليم ، مقدما مجموعة من المطالب وفي مقدمتها : رفع التهميش وسياسة الحكرة على إقليمسيدي إفني بربطه بإقليمطانطان عبر الطريق الساحلي ، و الإسراع في إنجاز الطريق الرابط بين إفني و آيت وافقا عبر الأخصاص . و فك العزلة عن قبائل الأخصاص وآيتا لرخا ومجاط و لتسهيل الولوج إلى مركز الإقليم . مع الإسراع بإنجاز مشروع الطريق الرابط بين جهة كلميمسيدي إفني، و كذا الإسراع بإصلاح الأضرار الناجمة عن آثار الدمار الذي خلفته الفيضانات ، و تعويض الساكنة المتضررة منها. وطالب أيضا ، ببناء مستشفى إقليمي يتوفر على مختلف التخصصات الطبية والجراحية، وتعزيز المستوصفات القروية بالأطر والتجهيزات اللازمة. وترقية المركز الصحي الحضري بالأخصاص إلى مستشفى محلي ، مع الزيادة في الأطر الطبية المختصة و بمركز تصفية الكلي . كما طالبت كلمة الكتابة الإقليمية بإصلاح داخليات المؤسسات التعليمية بكل من ميرالفت، وتيغيرت والأخصاص. إضافة إلى ربط المؤسسات التعليمية بالكهرباء والماء الصالح للشرب وتعويض حجرات حجرات البناء المفكك بالإقليم . والحد من أخطبوط الملك الغابوي الذي يهدد السكان في أملاكهم ، و تطوير قطاع الصيد البحري و إخراج الحي الصناعي إلى الوجود ، و التعجيل بإتمام الميناء الذي بدأت فيه الأشغال منذ أكثر من 35 سنة . بدوره أكد عبد السلام الرجواني في كلمته التي ألقاها باسم الكتابة الجهوية للحزب بجهة سوس ماسة درعة ، أن هذا الإقليم و قبائله كانت أكبر مدافع عن الوطن و وحدته ، وعن كرامة الإنسان المغربي و حقه في أن يعيش حرا ، معتبرا هذا التراث النضالي المجيد مفخرة لكل الاتحاديين بالإقليم . وأوضح أن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية يخوض معركة جديدة من أجل تثبيت الديمقراطية والدفاع عن المكاسب ووقف العبث الذي يمارسه البعض من أجل أن يجعل المغربيتراجع عما ناضل من أجله الاتحاديات و الاتحاديون بقبائل آيت باعمران منذ الاستقلال إلى اليوم . وقال إن الاتحاد الاشتراكي هو الحزب الوحيد القادر على إنصاف هذا الإقليم و كل أقاليم المغرب العميق، و طالب بأن يُعاد لإفني حقه في الثروة، و في التعليم، و حقه في الصحة وفي العيش الكريم . وأكد في هذا الصدد، أن إقليمسيدي إفني وقبائل آيت باعمران التي ارتبطت بالكفاح الوطني والديمقراطي، لاتستحق وضعها الحالي معزلا و فقيرا و مهمشا . وعبر عن تضامن الاتحاد الاشتراكي مع كل الحركات النضالية التي يخوضها شباب سيدي إفني و آيت باعمران من أجل كرامتهم و حقهم في الشغل و التعليم و الديمقراطية و الحرية . ومن جهته أكد عمر تشيبا في كلمته التي ألقاها باسم الشبيبة الاتحادية، أن السياسة في بلادنا تعاني من مشكل عزوف الشباب عن العمل السياسي، و هو ما عكسته بوضوح نسب مشاركة الشباب في الانتخابات السابقة . وأوضح في هذا الصدد أن الشباب مدعو للانخراط في العمل السياسي عبر المشاركة الإيجابية و التكوين و التأطير من أجل امتلاك المعرفة و الاستعداد لتحمل المسؤولية في مختلف الواجهات . وأشار إلى المجهود الذي تبذله الشبيبة الاتحادية عبر محطاتها التنظيمية و مختلف أنشطته في مختلف ربوع البلاد، من أجل تقوية مساهمة الشباب المغربي في الشأن العالم، و إنتاج نخب جديدة شابة، تشكل قيمة مضافة للنضال الحزبي من أجل تحقيق المشروع الديمقراطي الحداثي الذي يدافع عنه حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية . وأضاف أن الشبيبة الاتحادية، تعمل على الانفتاح على هموم شباب إقليمسيدي إفني و الإنصات لمشاكله، و العمل على تقوية حضوره السياسي ليكون قوة إيجابية لتغيير الأوضاع في محيطه . وتوقف عمر تشيبا في كلمته عند معاناة المناطق القروية بالإقليم ، حيث يتفاقم التهميش والعزلة و تتزايد البطالة و تضعف الاستفادة من الحقوق الأساسية من تعليم و صحة و غيرها . وطالب برفع الظلم عن هذه المناطق و ساكنتها عبر نهج مخططات جدية لإزالة الحيف عنها، و تمكينها فرص العيش الكريم ، كما طالب ببلورة سياسة ناجعة للقضاء على البطالة وتمكين شباب المنطقة من حقهم في الشغل . وتحدثت نعيمة البارودي في الكلمة التي ألقتها باسم القطاع النسائي عن الدور الكبير الذي لعبته المرأة بسيدي إفني في الكفاح الوطني من أجل التحرير و في معركة النضال الديمقراطي . وأشارت إلى ما تعانيه نساء الإقليم من تهميش و افتقار للمقومات التي تجعلها تحقق أهداف الحياة الاجتماعية و السياسية . و قالت " إن المرأة بالإقليم تناضل بوسائل و إمكانات محدودة من أجل مقاومة كل أشكال الإقصاء و التهميش، و من أجل إرساء مبادئ المناصفة على جميع الأصعدة . وتحدثت نعيمة البارودي عن ما تقوم به المرأة الاتحادية، من أجل إبلاغ صوت حزب الاتحاد الاشتراكي لكل نساء الإقليم، و في المناطق الجبلية والنائية، و عن استعدادها للاستحقاقات المقبلة، والدفاع عن حقوق النساء وإشراكهن في النضال من أجل تغيير أوضاعهن بشكل أخص، وأوضاع الإقليم والوطن بشكل أعم . هذا، وقد انكب المؤتمرون على مناقشة مشاريع التقارير ومناقشتها والمصادقة عليها ليتم بعد ذلك انتخاب كتابة إقليمية مشكلة من 25 عضوا فيما بينهم في اجتماع لاحق، كما تمت المصادقة على البيان العام للمؤتمر .