انتقد مجموعة من نشطاء موقع التواصل الاجتماعي « فايسبوك » ما أقدم عليه باشا مدينة تيزنيت صباح اليوم ، في إطار حملته لتحرير الملك العام بالمدينة ، حيث قام بهدم أفرنة مصنوعة من الطين يطلق عليها محليا إسم « تَافَرْنُوتْ » أو « تَكَاتْ » ، تستعمل فقط في الأعياد و المناسبات لطهي الخبز . مكان عملية الهدم بتجزئة « أدوز » خارج مدينة تيزنيت هذه الأفرنة التقليدية و التي لها رمزية خاصة لدى ساكنة المنطقة ،بنتها مجموعة من النسوة منذ سنوات بجانب مساكنهن بتجزئة « أدوز » خارج المدينة ،وتستخدم فقط مرتين في السنة على أكثر تقدير ( عيدالفطر و عيد الأضحى ) . هؤلاء النسوة تفأجأن بالباشا مرفوقا بجيش من الأعوان مدجّجين بجرَّافة « الطراكس » ، بعد الفشل الذريع في حملته لتحرير الملك العام في أغلب شوارع المدينة بعد اصطدامه بقوة نفوذ بعض أصحاب المقاهي والمطاعم . طراكس الباشا أمام فرنيين تقليديين ( تافرنوت ) بتجزئة « أدوز » النسوة اللواتي حضرن عملية الهدم لم يبقى لهن أمام تشاهده أعينهن، غير رفع أياديهن في ذات المكان للدعاء على الباشا في حق ما اقترفه في حقهن ،حيث سيحرمهن من تقليد سوسي متجدّر يفرح به الصغار و الكبار في الأعياد و المناسبات . نسوة لا حول لهن و لاقوة سواء رفع أياديهن للدعاء على الباشا وعلى اعتبار أن هذه الأفرنة معدودة على رؤوس الأصابع ، و لا تحتاج لاستقدام جرافة و جيش من الأعوان ، أضحى باشا المدينة مَحطّ سخرية عارمة و « تقشاب » على بعض صفحات موقع التواصل الإجتماع « فايسبوك » ، وانهالت عليه مجموعة من التعليقات التهكمية التي انتقدت طريقة تعامله مع هذه الأفرنة التي لا تستحق تلك الأليات و الحضور البشري المُلفت ، حيث علّق أحدهم بقوله : « 100 غْرَامْ تَاعْ التْرَابْ أُو جَايْبِينْ طْرَاكْسْ..بَالَة تْقْضِي غَرَاضْ !! » . نموذج لفرن على الرصيف وسط مدينة تيزنيت ويقع هذا في الوقت الذي ترك الباشا المدينة تعجُّ بأفرنة لطهي الخبز عند بعض أصحاب المقاهي و المحلات خارج القانون و الضوابط الصحية وبدون تراخيص في منافسة غير شريفة للأفران العادية ،فضلا على أنه يتم عرض العجين وطبخه في الشوارع و في ظروف غير صحية في أغلب الأحيان . النسوة يتحسرن على قرار هدم أفرنتهن النشطاء الذين انتقدوا ماقام به الباشا بتجزئة « أدوز » ،صباح اليوم ، اعتبروا أن قانون تحرير الملك العمومي بالمدينة يُطبق فقط على الطبقة الضعيفة ( الفرّاشة + تِيفْقِرٍينْ ) الذين لا حول لهم و لاقوة ، متجاهلا سلوكات لوبي من بعض أصحاب المقاهي والمطاعم والمحلات التجارية، المتمثلة في وضع متاريس إسمنتية وحواجز مشكلة من الزجاج والإطارات الحديدية و المزهريات، مستغلين الفضاء العمومي أبشع استغلال . وشدّد أحد النشطاء في تعليق له على ماجرى صباح اليوم ، بأن « طراكس » الباشا التي فشل في استخدامها ضد المقاهي والمحلات التجارية المحتلة للرصيف بدون سند قانوني، خلقت له عقدة نفسية بعد أن عطّل أصحاب النفوذ استخدامها لتحرير الملك العام . وسبق للباشا أن أقسم غير ما مرة أمام رجال السلطة وأعضاء من المجلس الجماعي، انه سيستخدم هذه الآلة ما لم تتم الاستجابة إلى دعوته بافراغ الملك العام ،غير أنه ولحد الان استعملها فقط ضد نسوة لا حول لهن ولا قوة. نموذج لعشرات التدوينات و التعاليق التي سخرت من الباشا ويشار أنه سبق لأحد التجار ،كما أشارت « تيزبريس » إلى ذلك في مقال سابق ، أن هدّد عون سلطة وقال له : « قُولْ للبَشَرْ دْيَالْكْ ( يقصد ” الباشا “) إلى أُوصْلنْي غَادِي نُورِيهْ اشْ تَا إسْوَا..إلى هُو حْلْفْ بلي غادي إخرج طراكس …..حنا غانجيبو الشيخة طراكسْ باش تشْطْح عْليه.. » وفي ذات السياق ، أفادت مصادر « تيزبريس » من داخل صفوف أعوان السلطة ، أن باشا المدينة أعطى تعليمات صارمة بعدم التدخل لدى أصحاب المحلات و المطاعم ، في إطار تحرير الملك العام داخل المدينة ، إلا بإذنه !!. وأضافت ذات المصادر ، أن بعض الأعوان المتذمرين من سياسة الكيل بالمكالين التي يمارسها الباشا في عملية تحرير الملك العمومي،سيقومون لاحقا بكشف مجموعة من الحقائق عن الباشا وصفوها بأنها ستكون صادمة .