يمكن القول ان إقبال الالمان على تناول الشاي ازداد في السنوات الماضية، وكانوا من الشعوب المحبة للقهوة ، حتى ان هناك محلات مخصصة تبيع انواع مختلفة في الشاي وتقدم النصائح والطرق الافضل لتحضير فنجان الشاي. ولهذا الميل الجديد أكثر من سبب منه صحي، بعد ان ثبت ان فوائد الشاي أكثر بكثير من فوائد القهوة. ففي دراسة نشرتها مؤسسة البحوث العلمية للمواد الغذائية والتغذية في بون تقول الدكتورة المتخصصة في التغذية سابيه النغر ان للشاي الاخضر خواصا كثيرة منها تلك الخواص المضادة للسرطان والتي يعتقد أنها أكثر فعالية وتنوعا مما يتنبأ به العلماء أنفسهم، فهم يعلمون بان الشاي الاخضر يحتوى على مضادات الأكسدة التي قد يكون لها تأثير وقائي ضد السرطان لكنه تم حاليا اكتشاف ان مركبات كيمائية موجود في هذا النوع من الشاي تعمل على غلق الجزيء الاساسي الذي يمكنه ان يكون له دور ملحوظ في تطور السرطان، هذا الجزيء المعروف باسم مستقبل أريل هيدرو كاربونAH له القدرة على تفعيل المورثات( الجينات) لكن ليس دائما بطريقة ايجابية. فدخان التبغ والديأوكسينات، خاصة، تعمل على اضطراب عمل هذا الجزيء وظيفيا ومن المحتمل انه يؤجي الى احداث نشاط جيني مؤذ. وتوصل الباحثون في هذه المؤسسة الى اكتشاف مادتين كيميائيتين في الشاي الاخضر تقومان بتثبيط نشاط مستقبلات الAH. هاتان المادتان تشبهان مركبات تدعي فلافونويدزFlavonoids الموجودة في البروكولي ( القرنبيط الاخضر) والملفوف والعنب والمعروفة بخواصها المضادة للسرطان. وبرأي الطبيبة الالمانية ان التأثير المضاد للسرطان للمركبات الموجودة في الشاي الاخضر يتم بآليات مختلفة، وما تم التوصل اليه ان تلك المواد قد عملت في تعطيل عمل مستقبلات AH في الخلايا السرطانية عند فئران المختبر، والنتائج الاولوية أشارت الى النتائج نفسها في الخلايا البشرية. مع ذلك يتحفظ العلماء بعض الشيء، حيث يعتقدون ان النتائج في المختبرات لا تترجم بالضرورة بنفس الصورة في الحياة اليومية، فالعامل الحاسم في ذلك هو كيفية تفكك الشاي الاخضر داخل الجسم، اضافة الى ان هناك الكثير من الفوارق بين أنواع الشاي الأخضر المختلفة، كما وان اسباب السرطان مازالت معقدة وكل من التغذية والمورثات له تأثيره الذي يتضافر مع الاخر ليؤثر في امكانية تطور المرض. لكن ما ثبت الان ان الشاي الاخضر يخفف من نسبة الاصابة بالتهابات المفاصل الرثياني ويساهم خفض نسبة الكولسترول في الدم. ودفعت فوائد الشاي الاخضر مصانع في اليابان والصين الى انتاجه على شكل كبسولات بدأت تباع ايضا الصيدلات الالمانية، فبدلا من شرب فنجان الشاي يمكن ابتلاعه مع قليل من الماء. عن موقع إيلاف