صادق المجلس الإداري للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة في دورته الثانية لسنة 2018، يوم الثلاثاء 25 دجنبر 2018، بمقر ولاية جهة سوس ماسة بالإجماع على مشروعي العمل والميزانية برسم السنة المالية 2019. وخلال أشغال هذا المجلس، الذي ترأسه السيد يوسف بلقاسمي الكاتب العام لقطاع التربية الوطنية، تم تقديم الحصيلة الكمية والنوعية للسنة المالية 2018، ومشروعي برنامج العمل والميزانية برسم السنة المالية 2019. وتمت تلاوة توصيات اللجان المنبثقة عن المجلس الإداري للأكاديمية. ويتعلق الأمر بلجنة التنسيق مع قطاع التعليم العالي، ولجنة التنسيق مع قطاع التكوين المهني، ولجنة الشؤون الاقتصادية والمالية. وفي كلمته بالمناسبة، بسط السيد الكاتب العام لقطاع التربية الوطنية، الاختيارات والتوجهات الكبرى المؤطرة لمشروعي برنامج العمل الجهوي والميزانية المرتبطة به، من أجل التداول في متطلبات ترجمتها العملية وشروط نجاحها في إطار حوار منتج وتفاعل بناء. وبعدما استحضر السيد الكاتب العام، رئيس دورة المجلس الإداري، السياق العام لهاته الدورة التي تواصل فيه المنظومة التربوية تنزيل الإصلاح الشامل الذي يستمد مضمونه من الرؤية الاستراتيجية للإصلاح 2015/2030، و إطلاق مجموعة من الأوراش الجوهرية لهذا الإصلاح العميق، التي يمكن اعتبارها أسبقيات ومداخل جوهرية للرفع من أداء المدرسة المغربية. وأوضح السيد الكاتب العام، أن هاته الفترة تميزت بتجديد تأكيد جلالة الملك محمد السادس نصره الله، وبشكل قوي، على العناية الفائقة التي يوليها جلالته لمنظومة التربية والتكوين، وعلى حرصه على ضرورة كسب رهان النهوض بالمدرسة المغربية، وهو ما تجسد بشكل خاص في خطابي 29 يوليوز و20 غشت 2018، اللذين وضع فيهما حفظه الله خارطة طريق عملية وواضحة لما يتعين القيام به، كتدابير استعجالية، من أجل إعطاء دفعة قوية لبرامج دعم التمدرس ومحاربة الهدر المدرسي من جهة، وملاءمة التكون لحاجات سوق الشغل من جهة أخرى. وخلال نفس الفترة، تم قطع أشواط جد مهمة في مسلسل الاعتماد التشريعي لمشروع القانون- الاطار المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، الذي بلغ حاليا مرحلة المناقشة داخل مؤسسة البرلمان. وحصر السيد رئيس المجلس الإداري، عددا من الأوراش المهيكلة التي تم الشروع في بلورتها خلال هاته المرحلة، ومنها على وجه الخصوص إطلاق برنامج وطني لتعميم وتطوير التعليم الأولي وتعزيز برامج الدعم الاجتماعي والحد من الاكتظاظ وتقليص الأقسام المشتركة، وإعطاء دفعة قوية لتأهيل المؤسسات التعليمية والداخليات، وإطلاق برنامج بناء 150 مدرسة جماعاتية جديدة في أفق 2021، مع إعطاء دفعة قوية لمجموعة من المشاريع المرتبطة بتطوير النموذج البيداغوجي، وإطلاق ورش طموح لإصلاح نظام التكوين الأساس لأطر التدريس. وتنضاف إلى تلك الأوراش، يوضح السيد الكاتب العام، أوراش أخرى تتصل بإطلاق مخطط التكوين المستمر للمدرسات والمدرسين، وتوسيع مدارس الفرصة الثانية – الجيل الجديد عبر إطلاق برنامج لإحداث 80 مدرسة جديدة في أفق 2021، وكذا تعزيز الموارد البشرية للأكاديميات باعتبارها مؤسسات عمومية من خلال توظيف الأساتذة، وتمكينهم من تكوين أساس بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين وبالمؤسسات التعليمية، مع مواصلة تقوية الحكامة الجهوية للمنظومة، وتعزيز صلاحيات الأكاديميات، خاصة في مجال تدبير الموارد البشرية. ودعا السيد الكاتب العام للوزارة لمزيد من التعبئة الجماعية، التي لا ينبغي أن تظل شعارا، وإنما إجراءات عملية وملموسة من أجل تجسيدها الفعلي على أرض الواقع، فتعبئة الفاعلين التربويين والإداريين، تستدعي تكثيف التواصل معهم، والرفع من مستوى إشراكهم، لضمان تملكهم لأوراش الإصلاح، مع العمل على تأهيلهم وتقوية قدراتهم التدبيرية وتحفيزهم، من منظور يكرس الالتزام المسؤول والمشترك بإنجاح الإصلاح. مدير الأكاديمية: تقديم الحصيلة ومشروعي برنامج العمل والميزانية برسم سنة 2019 وقدم السيد محمد جاي منصوري مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة، عرضا قارب فيه عددا من المؤشرات الكمية والنوعية المنجزة خلال سنة 2018، سواء ما اتصل بفتح سبع (07) مؤسسات تعليمية جديدة وبناء 164 حجرة دراسية خلال الدخول المدرسي 2018/2019، مما انعكس على أعداد التلاميذ بزيادة تصل إلى 10 في المائة، مع تحسن ملحوظ في مؤشر تمدرس أطفال 06-11 سنة الذي يبلغ نسبة 99 في المائة، فيما نسبة تمدرس أطفال 15-17 سنة إلى 71.7 في المائة. أما مؤشر نسبة التعليم الأولي فيبلغ 54 في المائة، أي ما يوازي 57 ألف طفل(ة) مستفيد(ة)، وهو ما يتطلب جهودا إضافية لتوسيع العصري وتأهيل التقليدي من العرض التربوي. وبسط السيد مدير الأكاديمية عددا من المؤشرات الكمية والنوعية، سواء ما اتصل بالتوجيه المدرسي والمهني (تجريب المشروع الشخصي + مشروع روائز التوجيه + مشروع الأندية الموجهة + إرساء مسار اكتشاف المهن + المسالك الدولية للباكلوريا…)، والموارد البشرية (أطر الأكاديمية 3656 من أصل 27553 موظفا بالجهة)، وتطوير النموذج البيداغوجي (الارتقاء بإتقان اللغات ومواكبة مستجدات المنهاج الجديد + برنامج حيني + التأطير التربوي +الأندية المدرسية +المراكز الرياضية..). وبخصوص الحصيلة المالية، أكد السيد مدير الأكاديمية أن مؤشر الالتزام بلغ 86.7 في المائة، فيما وصلت نسبة تفويض الميزانية 80.1 في المائة. أما الأداءات فبلغت 42 في المائة، وتمت تصفية 64 في المائة من الديون المتراكمة. وأوضح السيد مدير الأكاديمية أن مشروع برنامج العمل المميزن برسم السنة المالية 2019 يتصل بتنزيل النموذج البيداغوجي و تنزيل التدابير ذات الأولوية و تأهيل وتوسيع العرض المدرسي وغيره. قضايا تدخلات السادة أعضاء المجلس الاداري خلال جلسة المناقشة وخلال هاته الجلسة، قاربت تدخلات السادة أعضاء المجلس الإداري عددا من القضايا المتصلة بتقليص الهدر المدرسي والأقسام المشتركة وتوسيع خدمات التعليم الأولي والدعم الاجتماعي ومشروع المدارس التجميعية عبر إشراك مجالي للجماعات الترابية والمتدخلين والشركاء والفاعلين المحليين. كما أثار المتدخلون قضايا أخرى من قبيل حاجة المؤسسات التعليمية لمزيد من التجهيزات ومطلب تعميم خدمات الحراسة والنظافة وضعف نسبة مساهمة التعليم الخصوصي، وكذا النقص في أطر الإدارة والدعم التربوي والتأطير البيداغوجي، والحاجة إلى تنمية الحس المقاولاتي لدى التلاميذ بالمؤسسات التعليمية عبر شراكات تعاقدية ومؤسساتية، ومشكل عدم تصفية الوعاء العقاري لبناء وتوطين مشاريع البناءات المدرسية وغيرها. تعقيبات السيد مدير الأكاديمية والسيد الكاتب العام لقطاع التربية الوطنية بعدما أثنى السيد مدير الأكاديمية على تدخلات السادة أعضاء المجلس الإداري، أكد أن المدارس التجميعية ترشد الموارد البشرية وتؤمن جودة الخدمات التربوية، وهو خيار استراتيجي تتفرد به جهة سوس ماسة، داعيا في الاتجاه نفسه للعمل الجماعي من أجل كسب رهان تعميم وتطوير التعليم الأولي العصري وتأهيل التقليدي منه، ومقدما إفادات مماثلة في عددا من القضايا من قبيل صعوبة تعميم خدمات الحراسة والنظافة على كل مؤسسات التربية والتكوين البالغ مجموعها 976 مؤسسة (دون احتساب 2360 وحدة مدرسية)، وكيفية تدبر مشاريع البناءات المدرسية المبرمجة برسم ميزانية 2019 المتصلة بتصفية عقاراتها، واحترام العلاقة التعاقدية بين مستخدمي مؤسسات التعليم المدرسي الخصوصي والمترشحين لمباريات توظيف الأساتذة أطر الأكاديمية، وضوابط الامتحانات الإشهادية بالنسبة لتلاميذ السنة السادسة ابتدائي بالتعليم المدرسي الخصوصي. من جهته، أوضح السيد الكاتب العام لقطاع التربية الوطنية أن جهة سوس ماسة بخير، وأن معدل التمدرس بها في الإعدادي فاق 90 في المائة، وأن تملك الأكاديمية لمخطط عمل جهوي ورؤية واضحة في مجال التعليم الأولي تعكس الانخراط الفعلي لمختلف المتدخلين يسمح بتحقيق نتائج أفضل. وبينما شدد السيد الكاتب العام على أن خيارنا اليوم الارتقاء بالتحكم في اللغات الرسمية، وفي الآن نفسه الانفتاح على اللغات الأجنبية، أكد أن الإحداثات وتعويض البناء المفكك ينبغي اعتماده والانتهاء من إنجازه قبل نهاية السنة المالية. كما قدم السيد الكاتب العام لقطاع التربية الوطنية، رئيس دورة المجلس الإداري، عددا من الافادات والتوضيحات بخصوص الحركة الانتقالية لهيئة التدريس وتدبير حركية الموارد البشرية، ومباريات توظيف الأساتذة أطر الأكاديميات. وخلال جلسة التصويت، صوت السيدات والسادة أعضاء المجلس الإداري للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة على مشروعي برنامج العمل والميزانية برسم السنة المالية 2019 بالإجماع، من دون معترض ولا ممتنع عن التصويت. وفي ختام أشغال المجلس، تمت تلاوة برقية الولاء والإخلاص المرفوعة للسدة العالية.