يعد الحاج محمد الدمسيري الذي حلت ذكراه 29 يوم 11 نونبرالجاري عبقرية فريدة شاعرا وملحنا 'حرك الوجدان وأجج العواطف وألهب حماس الجماهير الشعبية الفقيرة التي ظل طول حياته وفيا لقضاياها وهمومها بل واجه الآفات والأهوال . سنعيد ذكراه مرة أخرى ذلك أن سيرة هدا الرجل وما يمكن أن يقال عن تجربته الإبداعية أكثر شساعة من هده الشدرات . لقد ألفنا أن نذكر بين الفينة والأخرى بحياة مبد عينا في مماتهم خاصة أولائك الذين لتركوا بصمات خالدة في الذاكرة بعطاء اتهم الجميلة وجهدهم وتضحياتهم بعيدا عن الشهرة الزائفة او جريا وراء المال أمثال فقيد الأغنية الامازيغية المرحوم محمد الدمسيري . فلقد أجمعت كل الصحف الوطنية يوم وفاته على انه كان فنانا شريفا كون أجيالا من الفنانين ولد سنة 1940 في قرية “تامسولت “إحدى قرى قبيلة “بندمسيرن ونشا في هده القرية وترعرع فأشبعته البيئة البدوية بروح غالية إلى معانقة كل شيء جميل .وكغيره من صبية القرية كان يتردد على الكتاب لحفظ القران الكريم وكان لهده المرحلة من طفولته صدى كبيرا في شعره ووقع رنان يعكسه الكثير من أبياته 'فلقد أعجب الحاج محمد الدمسيري منذ صغره باشعارالحاج بلعيد والحاج محمد موراك وبوبكر أنشاد وتطور هدا الإعجاب إلى رغبة في تقليدهم 'والسير على خطاهم فاشترى لنفسه ربابا ولكن أباه الذي كان حلمه أن يرى ابنه ذات يوم فقيها ماكان ليوافق على رغبة ابنه فاخفي عنه مامرة الرباب وحاول إقناعه بالتخلي عن الشعر ولكن طموح الدمسيري وعزمه لم تنله معارضة والده…فمضى يحمل ربابا وبرفقته بعض أصدقاءه يطوفون في القرى المجاورة لهم ولم يكن خروجه من القرية إلا انطلاقة موفقة نحو عام الشعر . وفي بداية الستينات هاجر للعمل بالخارج رفقة بعض زملائه فقضى فترة من الوقت ينتقل بين سويسرا والمانيا ورغم تلك الظروف فانه لم يبق بعيدا هن الشعر بل يروح عن نفسه وعن العمال الآخرين بغناء قصائد شعرية تنسيهم ألام الغربة وتقربهم من أجواء بلدهم وتحملهم إلى المناخ الذي تنفسوا فيه وترعرعوا 'وبعدها عاد إلى ارض الوطن وأبدع في مجال الكلمة حتى بلغ بالصياغة الفنية في الشعر أعلى المستويات واستطاع أن يكون مدرسة قائمة الذات واحتضن عددا من الأصوات 'أرشدها وعلمها ووجهها الاتجاه الصحيح لتخرج إلى الساحة الفنية .لقد ترك الفقيد مادة خام للدراسات الاجتماعية وغيرها حيث تناول جميع الإغراض الدينية والاجتماعية والوطنية والسياسية 'فهو ليس من النوع الذي اتخذ الأغنية وسيلة للترفيه فقط بل كان شاعرا ومبدعا وملحنا والأشرطة التي بين أيدينا اليوم والمحملة بروائعه لتعتبر كتبا ناطقة .