مرت ثلاث سنوات مثل كابوس رهيب على المعتقلين السياسيين الستة في ملف بلعيرج، كما مرت مثل كابوس ينتظر فيه أهاليهم وأبناؤهم اليوم الذي لم يأت بعد ليعود الدفء العائلي والجو الحميمي بين الأب وأبنائه، سلبه منهم حكمٌ جائرٌ تم توظيف هؤلاء المعتقلين من أجل حسم ملفات بوليسية وسياسية محبوكة.وفي هذا السياق، دعا عدد مقدر من الهيئات الحقوقية والشخصيات السياسية في مهرجان خطابي يوم الخميس... 10 فبراير الجاري، للتضامن مع المعتقلين السياسيين الخمسة، (محمد المرواني، ومحمد الأمين الركالة، والعبادلة ماء العنينين، والمصطفى المعتصم وعبد الحفيظ السريتي)، القضاء إلى إطلاق سراح المعتقلين السياسيين السالفي الذكر، فضلا عن باقي المعتقلين في ملف خلية بلعيرج، مجددين تأكيدهم أن محاكمتهم لا سند قانوني لها.وطالب خالد السفياني، رئيس هيئة دفاع المعتقلين السياسيين الستة، بالمهرجان الذي نظمته اللجنة الوطنية للتضامن مع المعتقلين السياسيين الستة، الجهات المعنية بالحرية الفورية للمعتقلين الستة ولكل معتقلي خلية بلعيرج الذين حوكموا محاكمة سياسية بامتياز، داعيا إلى الإفراج الفوري عن المعتقلين السياسيين بقرار وطني لا بقرار من باراك أوباما، وقال المتحدث "نظمنا المهرجان للتأكيد على إجماع تجسد منذ اعتقالهم، ولن نتخلى عنهم مهما طال الزمن، فالمغاربة لن يتخلوا عن المعتقلين السياسيين عموما، والسياسيين الستة خصوصا".هذا وتضمن المهرجان كلمة باسم عائلات المعتقلين تلتها سعاد السقيطي، زوجة محمد المعتصم، عبرت فيها على أن ثلاث سنوات مرت على اختطاف "أهلنا واجتثاثهم من أحضان أبنائهم كانت مثل كابوس جبار"، مضيفة "لقد تعلمنا طيلة هذه المدة المشي فوق جراحنا، يكبر أبناؤنا ويكبر معهم الإحساس بالظلم". من جهته، أكد الحقوقي وعضو هيئة دفاع المعتقلين السياسيين الستة النقيب عبد الرحمان بن عمرو، أن المهرجان دعوة لسيادة القانون واستقلال القضاء، ومحاكمة الجلادين وخارقي القانون، معتبرا أنه عندما يعجز القضاء عن الدفاع عن فرض القانون فإن الشعوب تبقى الملاذ الأخير الذي يوقف زحف كل "الشياطين"، وندد بن عمرو بالخروقات الجسيمة التي عرفها ملف المعتقلين السياسيين الستة، داعيا المجلس الأعلى إلى أن يأخذ بعين الاعتبار الظروف التي يمر منها العالم العربي، وأن ينظر إلى مآلات المؤسسات ومن بينها مؤسسة العدالة التي تنهار عقب انهيار الأنظمة الديكتاتورية التي صنعتها.وفي ذات السياق، دعا الفنان الساخر أحمد السنوسي (بزيز)، بالمهرجان ذاته، كل الفنانين المغاربة إلى الدفاع عن القضايا العادلة التي تعبر بحق عن هموم الشعب المغربي.وتجدر الإشارة إلى أن المجلس الأعلى للقضاء أخبر المعنيين بقضية ما يسمى بخلية بلعيرج، بأنه سينظر في الطعن يوم الأربعاء 16/02/ا2011 بعدا الرسالة التي رفعها إليه أهالي المعتقلين، لكن مصدر أكد أن المجلس أجل النظر في الرسالة لتزامنها مع ذكرى المولد النبوي دون أن يعلن جدولة زمنية للنظر في الموضوع، ويطمح أهالي المعتقلين إلى أن يعلن المجلس الأعلى عن براءتهم، خصوصا بعدما تم تخفيف الأحكام إلى حوالي نصفها في المرحلة الابتدائية، خاصة في حق المعتقلين السياسيين الخمسة، ويتوقع أن تشرع تنسيقية الدفاع عن المعتقلين السياسيين الستة في جمع التوقيعات تدين قرار الاعتقال ستوقع عليها الهيئات السياسية والحقوقية والشخصيات السياسية. // عن موقع العدالة والتنمية