المقولة الخامسة : " أرد إلعب باها " .. يحكى و العهدة على الرواة ، أن أحد مروضي الحيوانات يدعى " باها " ، كان له مساعد اكتسب من لذة الحكاية و طرافة النوادر القليل النزر، و قرد دربه على بعض الحركات البهلوانية و تنفيذ الأوامر بطريقة ساخرة ، مكناه ، من أن يجد لنفسه مكاناً ساطعاً بين فناني الحلقة في ساحة المشور و الاسواق القريبة … و استمر حاله لسنوات معروفاً بقرده و مساعده ، يجولون و يكسبون مالاً حد الترف … الى أن جاء يومُ مرض قرده ، فانقلبت أحواله رأساً على عقب ، و ضاق حال مساعده أكثر ، و هو ما اضطر الاخير الى توسل معارفه لإقراضه ما يكفي من المال ، الى ان يشفى قرد باها .. و مع مرور الأيام بقي القرد مريضاً و تراكمت على مساعد " باها " الديون ، و حاصرته من كل جانب ، و صار الدائنون يأتون الى بيته طالبين استرجاع أموالهم ، و كل مرة أجابته تكون ثابتة و قاطعة : " أرد إلعب باها " ، حتى حفظوا جوابه دون أمل في استرجاع أموالهم .. و شاعت الواقعة بين ايت تزنيت و ترسخت في معاملاتهم اليومية ، " أرد إلعب باها " : أن تستمر في انتظار شيء قد يأتي او لا يأتي ، و في مواضع كثيرة تقال بأن لا تتوسل شيئاً بعد اليوم …