المقولة الثالثة : " تشلحيت ن بومهدي " .. كان العم بومهدي رجلا عفوياً ، من صرحاء ايت تزنيت ، في عهد الحماية الفرنسية / الاسبانية ، و كان عطاراً يجول بسلعته في الدواوير و اسواق المنطقة ، و كان لا يأبه كثيراً بدوريات المراقبة للسلطات الاستعمارية ، فكلما باغثته دورية جمركية فرنسية و سؤاله عن نوعية السلع التي يجول بها ، كان يمدها لهم بليونة ، طالباً منهم مصادرة السلع الاسبانية ، و نفس الشيء مع الاخرين بالمناطق التي كانت تحت نفوذ الاسبان يطلب منهم مصادرة السلع الفرنسية و تركه يمر ، حتى عرف عليه بين العطارين عدم مبالاته بعواقب صراحته الزائدة ، حيث كان يبسط لزبائنه كل عيوب نواقص سلعته ، فصار متداولاً بينهم للتعبير عن مدى صدق كلامهم بالمطلق ، الاستدلال ب " س تشلحيت ن بومهدي " .. لتترسخ في المعاملات اليومية لأيت تزنيت ، في مواضع للتعبير عن عدم التردد في قول الحقيقة مهما كانت عواقبها ..