التأم عدد من أفاضل العلماء، والفقهاء، وكوكبة من الطلبة، في دوار "دو كادير" بإلغ إحدى أكبر معاقل العلم بسوس، بمناسبة ذكرى وفاة العلامة سيدي صالح الالغي، منذ صباح يوم السبت،31 دجنبر 2017 إلى ما بعد صلاة العصر. هذا وقد تذكر الحضور مكانته العلمية، ومنزلته الاجتماعية، وقديما قيل: عند الممات تظهر التركات. ومنذ صباح يوم السبت بدأ عدد من الطلبة والعلماء يتوافدون على مدشر إلغ فختموا القرآن مرات متعددة، وأنشدوا أمداحا نبوية كريمة. وبعد صلاة الظهر، وتناول وجبة العذاء؛ افتتح الأستاذ: محمد الصالحي عضو المجلس العلمي اللقاء؛ فذكر بالمكانة العلمية لإلغ، وبتاريخ مدرستها العلمية، ومآثر الذين مروا منها، مشيرا إلى طرق التدريس فيها، مع الإشادة بوالد سيدي صالح العلامة سيدي عبد الله، وحكى عنه طرائف علمية مختلفة وقعت له، واصفا إياه بالحكمة، والتبصر، معرجا على محاسن سيدي صالح الالغي، وتأسف على ضياع أمثاله، لصعوبة وجود من يحل محله. بعده سلم الكلمة للأستاذ السعيدي عبد الله، عضو المجلس العلمي، فقيه مدرسة دو كادير سيدي عبد الله خطاب فألقى كلمة جامعة مانعة حول العلامة سيدي صالح، ثم تلاه شيخ الجماعة سيدي الحاج إبراهيم الرايس فقيه مدرسة إيكضي، ووصف سيدي صالح المحتفى به بالبروز، والتمكن في العلوم العقلية والنقلية، وأشار إلى جملة من المدارس التي درس بها، وكتبه النفيسة التي ألفها، وعلق عليها تعليقات حسنة. ثم بعد ذلك؛ ألقى تلميذه سيدي الحاج أحمد أبو العقل قصيدة شعرية في رثاء شيخه هذا صدر مطلعها: جل المصاب وذاب القلب من كمد .. وبعدها أعطيت الكلمة للسيد الفاضل؛ سيدي علي أيوب البعمراني، فألقى كلمة مؤثرة في حق المحتفى به؛ فذكر بعض مستغرباته، وعلاقة سيدي صالح بوالده، فاستحسن الحضور هذه الفوائد. ثم ألقيت مرثية جميلة لسيدي لبشير الإفراني؛ ألقاها تلميذ المحتفى به السيد: أحمد لحضيكي سماها: "دمع سامح على الشيخ الصالح سيدي أبي محمد صالح" هذا مطلعها: ما للعلوم يسلسل العبرات * حتى محت من عينها النظرات وبعد ذلك تلتها أمداح نبوية، تتخللها ابتهالات دينية، وتوسلات مديحية، وقراءات جماعية للقرآن. ثم بعد ذلك كلمة لتلميذه سيدي محمد فتحا؛ فقيه مدرسة "أداي أيت حربيل" وذكر فيها الحضور بمستملحات فقهية، وقعت مع شيخه كمذاكراته معه في زكاة الفطر وغيرها؛ وأطال في نوادره، استمتع بها السادة الحاضرون؛ تلتها مباشرة شهادة لتلميذ الفقيد الأستاذ، الفاضل، النبيه؛ سيدي زعبول، وبين الفينة والأخرى؛ يشنف سي علي أيوب السعيدي البعمراني أسماع الناس بابتهالات، وتوسلات شلحية، استمتع بها الحضور. وحضر في التأبين عدد من فقهاء المدارس العتيقة، وطلبة الشيخ، والأساتذة وجميع غفير من محبي الشيخ غصت بهم جنبات دار الفقيه سيدي عبد الحق شقيق المحتفى به، وبعد صلاة العصر؛ شنف عدد من الفضلاء أسماع الحاضرين بمستملحات كثيرة، ونوادر علمية غريبة حول سيدي صالح، تناوب في ذكرها عدد من الفضلاء، بعد ذلك ذكرهم سيدي محمد الصالحي عضو المجلس العلمي؛ بأن هناك ندوة ستعقد حول سيدي صالح أبريل المقبل، وقد تجاوز عدد الراغبين في المشاركة فيها أكثر من ثلاثين باحثا داخل المغرب وخارجه. وقام بدعاء الختم تلميذه سيدي الحاج أحمد فقيه مدرسة الشوشاوي، فرفعت أكف الضراعة للباري جل وعلا أن يرحم المحتفى به، وأن يرزق لأهله الصبر والسلوان، إنه سميع مجيب والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.