عاش فريق أمل تيزنيت لكرة القدم، موسما صعبا، فقد فيه مكانته في بطولة القسم الأول هواة _ شطر الجنوب، بعد إحتلاله المركز ماقبل الأخير في سبورة الترتيب العام للبطولة . بدون شك أن كل التزنيتيين يتألمون ويتحسرون على ما آلت إليه أوضاع السفينة الزرقاء، سواء على مستوى النتائج أو على مستوى التسيير أو على المستوى المادي وحتى على مستوى الجمهور الذي تخلى عن الفريق في مباريات كثيرة كان فيها بأمس الحاجة إلى مسانداته وتشجيعاته . _ نتائج سلبية : حقق فريق أمل تيزنيت خلال بطولة الموسم الماضي (2016/2017)، نتائج كارثية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، نتائج لا تليق بفريق كان بالأمس القريب يضرب له ألف حساب، وكان ينافس بقوة على ورقة الصعود إلى بطولة القسم الثاني، قبل أن يتلاشى الحلم في الدورات الأخيرة من البطولة . نتائج لم تأتي وليدة الصدفة ولها أسباب رئيسية، ويتحمل المكتبين المسيرين اللذين تعاقبا على تسيير شؤون الفريق، الأول برئاسة رشيد بوركا والثاني بقيادة أحمد أوهمو، جزء منها . ومن بين هذه الأسباب، عدم إستقرار الطاقم التقني الذي استبدل خلال الموسم أربع مرات، ومغادرة مجموعة من اللاعبين الذين يتمتعون بقدرات تقنية، وكانوا قريبين من تحقيق الصعود مع الفريق قبل الموسم الماضي، بالإضافة إلى عزوف الجماهير عن مدرجات ملعب المسيرة، الشيء الذي أثر على معنويات اللاعبين، كما أثر أيضا على خزينة الفريق . _ أزمة مالية خانقة : إشتكى المكتبين المسيرين اللذين تناوبا على تسيير البيت الداخلي للأمل، من الضائقة المالية التي يمر منها الفريق، وفشلا في إيجاد مخرج لهذه الأزمة، خاصة بعد إمتناع مجموعة من فعاليات المدينة عن دعم الفريق ماديا، وضع دفع مجموعة من اللاعبين إلى المطالبة بمستحقاتهم في أكثر من مرة، وشملت كذلك هذه الأزمة حتى الأعوان والمؤطرين . _ مكتبين مسيرين بدون فائدة : ألقت مجموعة من الأحداث التي عرفها الجهاز الإداري، منذ بداية الموسم إلى الوقت الحالي، بظلالها السلبية على الفريق . مع بداية الموسم، ثم إنتخاب رشيد بوركا رئيسا للأمل خلفا لأحمد أوهمو، خطوة تمناها الجميع أن تكون في صالح الفريق، خاصة بعد تعيين طاقم تقني محلي لتدريب الكتيبة الزرقاء، إلا أنه لم يحدث ما تمناه الجميع، بعد الإنفصال عن المدرب المحلي علي إدو فقير رغم تحقيقه نتائج لابأس بها، والتعاقد مع لحسن أبرامي . وفي النصف الثاني من البطولة، وفي الوقت الذي توجهت فيه بعثة الفريق إلى مدينة أكادير للدخول في معسكر تدريبي، إستعدادا لإياب حارق، عقد 14 منخرطا من أصل 18 منخرط، يوم 11 يناير 2017، جمع عام إستثائي في تاملالت بجماعة أربعاء الساحل، وعرف عودة أحمد أوهمو لكرسي الرئاسة . جمع عام إعتبره أنذاك رشيد بوركا محاولة للتشويش على مكتبه، ووصفه بالغير شرعي، وقال أنه رفض تقديم الإستقالة كما طلبوا منه، وأنه لم يغادر بالطريق التي أرادوا . لكن ما يجهله البعض، أن الأزمة التسييرية داخل أسوار الممثل الأول لإقليم تيزنيت، بدأت بعد الإنقلاب التاريخي الذي كان ضد الرئيس العامري، رغم أن الفريق كان يلعب من أجل الصعود طيلة السنوات التي كان فيها على رأس الإدارة . وجاء الإنقلاب الغير شرعي الذي تم فيه تعيين أحمد أوهمو رئيسا جديدا، عندما حضر مجموعة من الأشخاص (غير منخرطين) في الجمع العام، الذي عرف خرق مجموعة من القوانين، وتم إنتخاب أحمد أوهمو الذي لم يكن منخرطا، وإختار أعضاء مكتبه من غير المنخرطين . _ غياب الجمهور : أثار غياب جمهور عن مدرجات ملعب المسيرة بمدينة تيزنيت، منذ بداية الموسم، حالة من الجدل، وأصبح يمثل علامة إستفهام، لأن تحقيق نتائج إيجابية يحتاج لإلتفاف الجمهور حول الفريق منذ بداية الموسم إلى النهاية . وأثر هذا الغياب على معنويات اللاعبين المنهارة نتيجة الهزائم والتعثرات المتكررة التي لحقت بالفريق، كما حرم خزينة الأمل من مداخيل مالية هي في أمس الحاجة إليها . وتبقى العديد من الدوافع وراء عزوف جماهير تيزنيت عن تشجيع فريقها، ولعل أبرزها نتائج الفريق التي حققها نهاية الموسم الماضي، بعد فشله في إنتزاع بطاقة الصعود إلى القسم الوطني الثاني، في الجولات الأخيرة من البطولة، الشيء الذي أغضب الأنصار، دون إغفال غلاء التذاكر بعدما قرر المكتب المسير زيادة ثمنها لتصل إلى 20 درهما . وساهمت هذه الدوافع في تردي علاقة الجمهور والإدارة إلى درجة التوتر، ولم يعد الجمهور يثق في وعود المسؤولين، ورفع الورقة الحمراء في وجههم، ومازال يطالبهم إلى يومنا هذا بالرحيل . ليبقى السؤال المطروح : متى نرى أمل تيزنيت ينافس على الألقاب ؟ ومتى يتوفر أمل تيزنيت على مكتب مسير بشخصية قوية ؟ ومتى نرى الفعاليات الإقتصادية بالمدينة تدعم أقدم فريق بالمنطقة الجنوب ؟ ومتى نرى قاعدة جماهيرية كبيرة تملأ مدرجات ملعب المسيرة ولا تدخر أي جهد في تشجيع الفريق ؟