أشارت دراسة أنجزها المجلس الأعلى للتربية والتعليم، أن مدة تمدرس الساكنة المغربية البالغة من العمر 15 سنة فأكثر ، هي خمس سنوات وستة أشهر فقط، أي أقل من السنوات الست التي تستغرقها مدة الدراسة في السلك الابتدائي، مضيفة أن أكثر من ثلاثة أرباع دول العالم تتجاوز بكثير عتبة السنوات الست، بل تصل إلى أكثر من 12 سنة في البلدان الخمسة عشر الأوائل. وأرجعت الدراسة التي تحمل عنوان "الأطلس المجالي الترابي للفوارق في التربية"، والتي أعدتها الهيئة الوطنية للتقييم لدى المجلس الأعلى للتربية، هذا التأخير الذي راكمه المغرب في متوسط سنوات التمدرس إلى سببين أساسيين، الأول هو الأمية التي تؤثر بشكل قوي في المستوى المتوسط للرأسمال البشري، وذلك رغم تقلصها نسبيا خلال العشرية الأخيرة، أما الثاني فهو أن المغرب لم يوسع بما فيه الكفاية التعليم الثانوي التأهيلي والعالي. ومن جهة أخرى، أظهرت نتائج الدراسة، أن جهة مراكش أسفي، هي الجهة "التي تنطوي على التفاوتات الأكثر اتساعا بين الجماعات المحلية في ولوج التربية، ذلك أن ثلث الجماعات المحلية في هذه الجهة، تعاني من عجز كبير في التربية، و13 في المائة فقط من تلك الجماعات هي التي لا تعاني من أي عجز، وهو ما يفاقم مستوى التفاوتات في تلك الجهة".