في جحر لا يتعدى ثلاثين مترا تعيش أسرة المرحوم عمر الذي توفي صباح الأحد الماضي بعد أن جرفته مياه واد سوس بآيت ملول بفعل قوة التيار وارتفاع منسوب المياه في لحظة كان الضحية يحاول اجتياز مياه الوادي بعربته اليدوية مصدر رزقه الوحيد رفقة صديقه الذي ولحسن حظه كتب له أن يعيش. الضحية أب لطفلين كان قيد حياته يقطن بحي قصبة الطاهر التابع ترابيا لجماعة آيت ملول عمالة إنزكان آيت ملول، وشاءت الأقدار أن تكون خاتمته على هذا الشكل تاركا أسرة تواجه مصيرا مجهولا بحكم الفقر والهشاشة التي تعيش فيها. الزوجة وبحرقة حكت لنا عن واقعها المر بعد أن فقدت المعيل الوحيد للأسرة قائلة "عمر كان رجلا طيبا كان يعمل ويكد لتأمين قوت يومنا، لكن الآن فقدنا كل شيء، منزلنا غير مكتمل البناء ومطبخي بدون أواني، حالتنا مزرية وأنا على بعد شهر واحد على ولادة طفل جديد"، بهاته العبارات المؤثرة ناشدت عائشة من خلال الربورتاج الذي أعده طاقم تيزبريس كل القلوب الرحيمة لمساعدتها ومساندتها في محنتها. قصة مأساوية جعلت العديد من ساكنة المنطقة تتضامن معها والبعض الآخر سالت دموعه من هول ما رأى في حين طالب آخرون الجهات المعنية بوضع حد لهذه الفواجع التي يتسبب فيها واد سوس كل سنة. جدير بالذكر أن عناصر الوقاية المدنية عثرت على جثة الهالك صباح يوم أمس الثلاثاء بواد سوس بعد ثلاث أيام من البحث المضني عنها.