تعد مدونة السير الجديدة بالنسبة للمشرع إطارا قانونيا مرجعيا لإصلاح الترسانة التشريعية وتحديث المقتضيات القانونية لمواجهة آفة حوادث السير، أما بالنسبة للسائقين فهي تعد المطب الصناعي لحياتهم. و بمجرد أن تمت المصادقة عليها من طرف مجلس المستشارين تقرر دخولها حيز التنفيذ في فاتح أكتوبر 2010، و هو الشيء الذي صاحبه في ذلك اليوم مجموعة من الإضرابات تهم سيارات الأجرة و شاحنات النقل كرد فعل متأخر جداً و دون جدوى. و تشكل مضامينها الأساسية طفرة نوعية في مجال السلامة الطرقية وأن التغيرات الأساسية همت بالخصوص الغرامات التي جرى تعديل نسبها، فالمدونة ليست نظاما عقابيا فقط بل هي قانون شامل سيساهم حسب رأي وزير التجهيز والنقل كريم غلاب في تخفيض عدد الحوادث السير ، كما أنه يتضمن العديد من المستجدات الإيجابية سواء بالنسبة للسائقين كما بالنسبة للمؤسسات المكلفة بتدريبهم و التي أصبحت تخضع لشروط ولدفتر تحملات ولمراقبة الوزارة الوصية . فمدونة السير الجديدة تعكس حاجة المغرب إلى إصلاحات تهم القوانين والنصوص المنظمة للسير والجولان. إلا أن السؤال الذي يفرض نفسه هو ما إذا كان المغرب لم يستطع فرض القانون السابق بعقوباته البسيطة.فكيف له أن يفرض تطبيق القانون الجديد رغم ما يتسم به من صرامة ؟ الأمر في هذه الحالة يتطلب الصرامة و الحزم و المصداقية في تطبيق مواد هذا القانون على جميع المواطنين و هنا التشديد على كلمة جميع المواطنين. ففي هذه الحالة أصبحت المدونة بالأمر المحتوم لكن للسائق حقوق قبل أن يكون من واجباته الخضوع لمواد للقانون الجديد و تتمثل هذه الحقوق في مجموعة من المطالب منها التشوير الطرقي، فهذا الأخير يخص السائق و كذلك الراجلين. فبالنسبة للراجلين " إلى مدوزتيش في الشراطي بويوط تخلص 25 درهم. واخا ولكن فينوما الشراطي" أضف إلى ذلك البنية التحتية أو "البيسطة" المغربية غير الصالحة لا في القانون السابق و لا في المدونة. و كذلك إعادة النظر في المطبات الاصطناعية، بالإضافة إلى قلة الرادارات الثابتة المعهود بها والأهم التقليل من الشطط في استعمال السلطة . وووو.........و في الحقوق حدث و لا حرج. المهم هو حسن التطبيق و التركيز على توعية المواطنين لأن المواطن البسيط "هو إلي كياكل الدق " و جانب التوعية يبقى قاصرا إذا لم تواكبه جهود حقيقية على مستوى تحسين جودة التكوين و تطبيق القانون بشكل سليم و محاربة الرشوة.ويبقى الحل الوحيد الكفيل بتخفيض حوادث المرور هو التركيز على التوعية والتحسيس وإقناع المواطن بغرس فيه ثقافة مرورية تحمله المسؤولية في الحفاظ على حياته و الله يحفظ . [email protected]