لا شك أن الافات الاجتماعية التي لا يلمسها المواطن في حياته اليومية تعد أكثر ضربا لروح المجتمع من الافات الاجتماعية التي تعاش يوميا. من هذه الافات خصوصا طنجة في هذا الصيبف نجد افة الليالي الحمراء الماجنة بحانات المدينة التي يتزايد عدد عشاقها يوما بعد يوم من كلا الجنسين ومن مختلف الاوساط الاجتماعية (رجال الاعمال والمال .المثقفين.المراهقين.الطلبة)فهذه الحانات أصبحت تفتك بالمجتمع الطنجي المحافظ وتشوه معالمه التاريخية والدينية والثقافية،وتدغدغ أمواله وتجره إلى افات اجتماعية أخرى كالسرقة واعتراض سبيل المارة (المدمنين على الحانات العاطلين عني العمل). لا يخفى علينا اليوم كعرب أن الرقص واللهو والنساء في الليالي الحمراء الماجنة كان من الاسباب التي أدت إلى اندحار العرب وانهيارهم وسقوطهم في أيدي العثمانيين وبعدهم الفرنسيين والانجليزيين ثم الامريكيين حاليا. دعني أيتها المرأة التي خاطبتك الشريعة الاسلامية وحصنتك كأميرة خالدة نقية أن أسألك بعص الاسئلةّ : لماذا تلجئين إلى هذه البرك العفنة؟ لماذا تبيعين كرامتك وانوثتك بثمن بخس؟ أتبررين ذلك بالفقر والحاجة؟ أترافقين الرجل إلى الحانة باسم الحب او الصداقة؟ أتعتقدين أنه يحبك؟ أم تفعلين ذلك من أجل المتعة والتخلص من الضغوطات اليومية التي تتعب الفكر والنفس؟؟ أم لأن هذا الرجل له سلطة يمكن أن يمارسها عليك إذا امتنعت عن ذلك كطردك من العمل أو أو أو. بالنسبة لمبرر الفقر ألا توجد مصادر أخرى شريفة توفرين منها قوت يومك بدل تلويث كرامتك ومجتمعك؟ وهل ستوموتين جوعا إن لم تذهبي لذلك المكان؟ ألا تعلمين أن الناس يموتون جوعا في سبيل قضية من القضايا الوطنية فما بالك بالكرامة والشرف؟ أم تريدين أن تتلونين بألوان الطيف في حياتك اليومية من مساحيق وألبسة فاخرة واحذية؟ أما بمرافقتك للرجل إلى الحانات أو البرك العفنة باسم الحب أو الصداقة فكوني على يقين أن هذا الرجل الذي يصحبك معه إلى الحانة لا يحبك ولن يحبك مهما طال الزمن بل تيقني أنه كلما تقدم به الزمن كرهك لانك كنت السبب في تلويثه بالمعاصي والاخطاء. فالرجل الذي يحبك يعمل دائما على احترامك وتقديرك ويتمنى لو يضعك في جزيرة فائقة الجمال و مسيجة لا يراك إلا هو لانه يعتبرك بمثابة ملكه ومصدر سعادته الدائمة. أما المرأة التي ترافقه إلى هذه البركة فيعتبرها شيئا مشاعا بين الرجال يلهو به كالدمية لساعات معدودة ثم يلقي به دون أن تترك له هذه المراة أية أثر في فكره ووجدانه. أما المرأة التي ترفض مصاحبته إلى الحانات وتبني علاقتها به (الصداقة أو الحب) على اساس الاحترام فتخلد في فكره ووجدانه على مر الزمان ،ويعتبرها امرأة فريدة ليست ككل النساء. أما بالنسبة لمبرر السعادة فالحانات ليست بمكان للسعادة والفرح بل مكان لتدمير النفس، فالحانة تشعرك بالسعادة المؤقتة وبمجرد مغادرتك لها تشعرين بالذنب والتمزق النفسي لانك أخطأت في حق الله وحق نفسك وأمك ... إن اليأس والاحباط لصيق بنا كل يوم لكن لا يجب أن نعالجه بالرقص والخمر...بل بالتفكير في التغيير أما بالنسبة لسلطة الرجل عليك في العمل او أية مؤسسة أخرى فإني أقول لك أن الكرامة لا تباع ولا تشترى ،اختاري الطرد من العمل واختاري حرمانك من الحقوق الاخرى في سبيل كرامتك. أما انت أيها الرجل سواء كنت عازبا أم متزوجا لماذا تلجا إلى هذه البركة العفنة؟ إذ كنت تفعل ذلك من أجل المتعة فاعلم أن عقلك معطلا عن العمل و لاتوازن بين الروح والجسد. فالله سبحانه وتعالى نزل لنا كتابا مبينا وهدى لنا ومحمدا (ص) نورا لقلوبنا. فإذا كنت عازبا (وهنا أخاطب الناضجين وليس المراهقين) فحاول أن تسوق حياتك وتزوج كما امرك الله امراة تسعدك سعادة وجدانية دائمة. فكم يحز في النفس لما تتحدث مع شخص ميسور ورجل الاعمال ويقول لك أنا لا اريد الزواج ولن اتزوج مهما طال الزمن لانني متعود على الليالي الحمراء والرقص مع النساء وغير ذلك فلا أعتقد أنني اجد امرأة واحدة تسعدني وأثق بها أم أنت أيها الرجل المتزوج فعليك ان تعود إلى رشدك و أولادك و زوجتك واسعدهم بالاموال التي تبذرها في الحانات.