تدرس القيادة الفلسطينية حاليا امكانية استصدار قرار من لجنة المتابعة العربية للسلام بالتوجه لمجلس الامن الدولي لمطالبته بانهاء الاحتلال للاراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1967 وفق قرارات الشرعية الدولية في ظل فشل المفاوضات غير المباشرة التي تقوم بها واشنطن من خلال مبعوثها جورج ميتشل. وعلمت 'القدس العربي' من مصادر فلسطينية مطلعة الاحد بأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يرفض الذهاب للمفاوضات المباشرة ويبحث امكانية استصدار قرار عربي بالذهاب لمجلس الامن الدولي عقب انتهاء فترة المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل والتي حددتها لجنة المتابعة العربية للسلام ب 4 شهور تنتهي في ايلول (سبتمبر) القادم. وحسب المصادر فان عباس يتعرض لضغوط امريكية بالذهاب للمفاوضات المباشرة مع اسرائيل بدلا من المفاوضات غير المباشرة التي يقوم بها المبعوث الامريكي جورج ميتشل، الا ان عباس ابلغ المقربين منه بأنه لن يذهب للمفاوضات المباشرة الا بقرار عربي او التوجه للامم المتحدة ومجلس الامن بقرار عربي. ورجحت المصادر بأن القيادة الفلسطينية قد تصل الى تفاهمات مع الدول الرئيسة في المنطقة بالتوجه للجمعية العامة للامم المتحدة لاستصدار قرار منها بشأن انهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي المحتلة عام 1967 في ظل فشل المفاوضات غير المباشرة كون التوجه لمجلس الامن سيواجه باعتراض امريكي واوروبي على حد قول المصادر. واشارت المصادر بأن عباس يشعر بحالة من الاحباط بسبب تبني ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما مطالب حكومة بنيامين نتنياهو بضرورة المفاوضات المباشرة ما بين الفلسطينيين والاسرائيليين لاحراز تقدم على صعيد مسيرة السلام. واوضحت المصادر بأن القيادة الفلسطينية شعرت عقب لقاء نتنياهو اوباما الاسبوع الماضي في واشنطن بأن تغيرا كبيرا حدث على المواقف الامريكية وان اوباما تغير 180 درجة على حد قول المصادر لصالح سياسة نتنياهو، مشيرة الى ان المفاوضات غير المباشرة التي يقوم بها ميتشل لم تحقق اية نتيجة لغاية الآن. ومن جهته نفى أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه الاحد علم القيادة الفلسطينية بتوقف المحادثات غير المباشرة مع إسرائيل. وأشار عبد ربه في تصريح لصوت فلسطين، إلى أن المبعوث الأمريكي جورج ميتشل سيصل إلى المنطقة هذا الأسبوع. ونوه عبد ربه إلى أهمية إحراز تقدم بهذه المباحثات، وعدم الاهتمام لتوقفها أو عدمه. ومن جهة اخرى عبر عبد ربه عن رفض القيادة الفلسطينية لحزمة التسهيلات التي يعتزم نتنياهو تقديمها كبادرة حسن نية للجانب الفلسطيني لاقناعه بضرورة الذهاب للمفاوضات غير المباشرة . وقال عبد ربه 'استمعنا عشرات المرات في الماضي لخطوات بناء ثقة ولم يتحقق أي شيء من ذلك'، مطالبا واشنطن بالتوجه للقضايا الجوهرية في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي والعمل على انهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1967. وجاءت اقوال عبد ربه للاذاعة الفلسطينية الرسمية تعقيبا على شروع المجلس الوزاري السباعي الاسرائيلي برئاسة نتنياهو هذا الاسبوع، في التباحث حول بلورة ما وصفه ب'حزمة من اجراءات بناء الثقة' بهدف تشجيع القيادة الفلسطينية على خوض مفاوضات مباشرة مع إسرائيل. وذكرت صحيفة 'هآرتس' الاسرائيلية الاحد، أن إحدى الخطوات التي يدرس نتنياهو اتخاذها تجاوبا مع مطالب أمريكية وفلسطينية هي وقف 'نشاطات' جيش الاحتلال في بعض المدن الفلسطينية في الضفة الغربية منها بيت لحم وطولكرم ورام الله وقلقيلية وسلفيت واريحا، بحيث ستكون هذه المدن خاضعة بشكل كامل للسلطة الفلسطينية دون أي تدخل من قبل الجيش الاسرائيلي، وتشمل الخطوات أيضا ازالة المزيد من الحواجز، والسماح بفتح 6 مراكز جديدة للشرطة الفلسطينية في الريف الفلسطيني المصنف مناطق 'B' وفق تقسيمات اتفاق اوسلو، وذلك الى جانب إحالة أراض الى الفلسطينيين لغرض شق طريق يوصل رام الله بمدينة 'روابي' المزمع اقامتها الى الشمال منها. تجدر الإشارة إلى أنه في لقاء نتنياهو مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الثلاثاء الماضي، أكد الأخير على أنه إلى جانب الضغط الأمريكي على السلطة الفلسطينية من أجل الموافقة على البدء بالمفاوضات المباشرة يجب على إسرائيل أن تقوم بسلسلة خطوات لبناء الثقة تشمل توسيع الصلاحيات السلطوية للسلطة في الضفة الغربية. وأضافت المصادر الإسرائيلية أن الخطوات التي ستقوم بها الحكومة تأتي بهدف تعزيز حكومة سلام فياض، ومنح السلطة الفلسطينية صلاحيات أكبر، خاصة في المجال الأمني. وأشارت الصحيفة الى أن حزمة الاجراءات هذه تحظى بدعم وزير الدفاع الاسرائيلي إيهود باراك والوزير دان مريدور كما أنها تلقى دعما جزئيا من الوزير موشيه يعالون بينما يعارض وزير الخارجية الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان تقديم المزيد من 'بوادر حسن النية' للفلسطينيين ما لم تبدأ المفاوضات المباشرة. ومن جانب آخر أفادت مصادر دبلوماسية غربية ان المبعوث الامريكي جورج ميتشل اوقف المفاوضات غير المباشرة التي يجريها بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني وبدأ يتحاور معهما في شروط الانتقال الى المفاوضات المباشرة. ونفى ياسر عبد ربه امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، علم الجانب الفلسطيني حتى الان شيئا عما ذكِر من ان المحادثات غير المباشرة مع اسرائيل قد توقفت، مشيرا الى ان المبعوث الامريكي جورج ميتشيل سيصل الى المنطقة خلال الايام القادمة.