تواصل سلطات الاحتلال الاسرائيلي تنفيذ قرارها بترحيل الاف الفلسطينيين من الضفة الغربية بذريعة انهم 'متسللون' ولا يملكون تصريحا اسرائيليا للاقامة في الضفة، مستهدفة بذلك القرار الالاف من اهالي قطاع غزة الذين يعيشون في الضفة الغربية منذ سنوات طويلة. وتنفيذا لذلك القرار الذي نددت به السلطة الفلسطينية ومؤسسات حقوق الانسان عند الكشف عنه قبل حوالي اسبوعين ابعدت قوات الاحتلال الليلة قبل الماضية شابا كان يعيش في الخليل جنوب الضفة الغربية بذريعة ان اصوله من قطاع غزة. واكدت مصادر فلسطينية الاربعاء اقدام قوات الاحتلال في ساعة متأخرة من مساء الليلة قبل الماضية على إبعاد المواطن فادي عيادة العزازمة (19 عاما)، من سكان مدينة الخليل حيث يقيم مع كافة أفراد عائلته هناك منذ خمسة عشر عاما. وحسب المصادر فإن قوات الاحتلال قامت باعتقال العزازمة من مكان عمله في سوق الخليل واعتقلته لمدة ساعات في معتقل عوفر بالقرب من رام الله ثم قامت بإبعاده إلى غزة عبر معبر بيت حانون. ورفض المبعد العزازمة التوجه إلى أي مكان وفضّل البقاء في خيمة المبعدين المقامة على معبر بيت حانون لينضم إلى المبعد الأسير أحمد صباح الذي كان يعيش في طولكرم شمال الضفة الغربية. وحذرت جمعية واعد للأسرى والمحررين على لسان الناطق باسمها عبدالله قنديل من أن قوات الاحتلال باتت تطبق قرار ابعاد الاف الفلسطينيين الذي يحمل رقم 1650 بشكل متدرج، موضحة أن قمة الخطورة تكمن في ذلك حيث يريد الاحتلال التعتيم بأكبر قدر ممكن على عمليات الإبعاد التي يقوم بها بعيدا عن أعين الإعلام. ودعا قنديل إلى تشكيل قيادة طوارئ فلسطينية مشتركة' لمواجهة هذا الخطر المحدق والذي بدأ واقعا عمليا على أرض الواقع'. وكانت قوات الاحتلال قد ابعدت في الاسبوع الماضي الاسير احمد صباح (40 عاما) الى قطاع غزة بدلا من السماح له بالعودة الى مدينة طولكرم بالضفة الغربية حيث تسكن اسرته، وذلك بعد اطلاق سراحه عقب اعتقال استمر 10 سنوات في سجون الاحتلال. من جهتها اكدت الحكومة المقالة في قطاع غزة المحسوبة على حركة حماس التي تسيطر على القطاع منذ منتصف 2007 بانها ستجبر اسرائيل على التراجع عن سياستها. واكدت الحكومة الفلسطينية المقالة التي تقودها حركة حماس في قطاع غزة الاربعاء انها 'ستجبر' اسرائيل على وقف سياسة ابعاد فلسطينيين من الضفة الغربية الى القطاع. وقال طاهر النونو الناطق باسم حكومة حماس في تصريحات صحافية 'لن نسمح للاحتلال الاسرائيلي بتمرير مخطط ابعاد المواطنين من الضفة الى غزة كما حصل مع الفتى العزازمة، وسنجبر الاحتلال على اعادته الى بيته في الخليل'. واوضح النونو ان حكومته 'ستدعم صمود المبعدين في خيمة الاعتصام المفتوح قرب حاجز بيت حانون (ايريز) وسننجح تجربتهم كما نجحت تجربة مبعدي مرج الزهور عام 1990 في جنوب لبنان'. واكد رفض حكومته للقرار الاسرائيلي بابعاد العزازمة، مشيرا الى ان 'الاحتلال يحاول بالتدريج تمرير سياسة الابعاد وهو ما يتطلب جهدا فلسطينيا وعربيا ودوليا لاحباطها'.