يسترعي انتباه المارة جوار مركز الترويض وصناعة وتقويم الأطراف لذوي الإعاقات الحركية، على الطريق المؤدية لمحطة القطار الرئيسية بطنجة، منظر غريب ومريب يتمثل في أشغال إعادة تدعيم أركان الطابق الأول لهذا المركز. مما يدفع بالفضول نحو البحث عن سر هذه الأشغال التي تأتي بعد شهرين من تدشينه في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (بغلاف مالي يقدر بتسعة ملايين ومائتي ألف درهم، على مساحة مغطاة تناهز 965 مترا مربعا) الأمر الذي يؤدي للوقوف على اختلالات واضحة داخل المركز. المركز الذي تخلف عن موعده في تقديم خدماته للمرضي من ذوي الاحتياجات الخاصة، بسبب جملة من الصعوبات القانونية المرتبطة بتسيير المركز، وتدبيره من طرف اتحاد الجمعيات العاملة في مجال الإعاقة بولاية طنجة، يعرف صعوبات خطيرة في الصمود واقفا على أركان بنائه، مما تسبب في تشققات في سقف الطابق الأول بحسب ما تسرب لنا من معطيات من داخل المركز ، بشكل استدعى القيام على عجل بإصلاحات لتلك الأركان على مرأى من كل الساكنة الطنجاوية . هذه الفضيحة الجديدة في قطاع البناء الصحي، تؤكد ما سبق التصريح به من خروقات موثقة في تقارير سابقة، خاصة في مجال كهربة المركز ، استدعت استنفار للإفتحاص خلال الصيف الماضي ، بتكليف من ولاية طنجة . المركز الجديد الذي يستجيب بشكل كبير من حيث أهدافه للحاجيات الصحية في مجال الترويض وصناعة وتقويم الأطراف بالجهة، ربما لم يكن بناؤه في مستوى تلك الأهداف والتطلعات، بشكل جعل العديد من ذوي الاحتياجات الخاصة يتساءلون عن أسباب تأخر افتتاح خدماته ، إلا من جناح صناعة الأطراف الذي تم تحويله من المركز الطبي جول كوت. المركز الجديد وبالإضافة إلى مشاكل هشاشة البناء وغياب الإطار القانوني والطبي ، ربما قد لا يتحمل عبئ الطابق الأول ، ويهدد سلامة طابقيه (الأرضي وتحت أرضي والمخصص لورشة صناعة وتقويم الأطراف) ومرتاديه وكذا العاملين به. وإلى أن يتم افتتاح المركز الجديد فإن الساكنة بطنجة تتطلع إلى تكليف لجنة تحقيق في ملف المركز الطبي ، بغرض الوقوف على الإختلالات المالية واختلالات البناء التي ظهر عوارها ، والتعجيل بافتتاح المركز في حال ثبتت أهلية بنائه ليقدم خدماته لفئة هي في أمس الحاجة لخدماته بشكل قد لا يحتمل مزيدا من الانتظار، خاصة من لدن فئات المرضى من ذوي الضغط المرتفع ، والسكري ، والحوادث ، الذين تعرضوا لبثر حديث في الأطراف. إمكانيات المركز : تم إحداثه في إطار شراكة بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ووزارة الصحة واتحاد الجمعيات العاملة في مجال الإعاقة بولاية طنجة ، ورشة للتصنيع (أربع قاعات) وقاعتين للترويض وقاعة للفحص الطبي وقاعة للاجتماعات وقاعات للانتظار ومخازن ومرافق إدارية أخرى ويتوزع الغلاف المالي الذي خصص لإنجاز المركز ما بين الدراسة وأشغال البناء (خمسة ملايين و400 ألف درهم) ، والتجهيز (ثلاثة ملايين و800 ألف درهم). ويبلغ عدد المستفيدين من الخدمات التي يوفرها المركز، الذي ساهمت في تمويل أشغال إنجاز المبادرة (سبعة ملايين وثلاثمائة ألف درهم) والوزارة (مليون وتسعمائة ألف درهم)، 800 مستفيد سنويا فيما يخص صناعة وتقويم الأطراف ، و4000 مستفيد سنويا في مجال الترويض. ويتكون الطاقم الذي يسهر على سير العمل في مركز الترويض وصناعة وتقويم الأطراف لذوي الإعاقة الحركية من طبيبين وخمسة عشر ممرضا مختصا في مجالات الجبارة والترويض الطبي والترويض الحركي النفسي ووضع الأطراف، إضافة إلى مساعدة اجتماعية وإطار إداري. ويندرج إحداث هذا المركز، في إطار برنامج محاربة الهشاشة والتهميش بالجهة، ومن أجل التصدي للاكراهات المتمثلة في غياب مثل هذا النوع من بنيات الاستقبال المخصصة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة. ومن شأن هذه المؤسسة الاجتماعية والطبية أن تساهم في مواكبة الفئات المستهدفة ورعايتها وتطويع إعاقتها مما يساهم بالتالي في إعادة إدماج عناصرها في محيطها الاجتماعي والاقتصادي.