كل يوم يملأ الصحفيون و المثقفون صفحات الجرائد و المجلات دون أن يجدوا آذانا صاغية. هدرو على غلا المعيشة، هدرو على الفساد و الرشوة و المحسوبية، هدرو على تدهور التعليم و الصحة و غيرهم من الخدمات العمومية. هدرو كيما بغيتو راكم غير بوزبال و ما كاينش اللي يعيي راسو باش يسمعكم و يفهمكم. شكون اللي ردنا بوزبال؟ و علاش تيعتبرونا بوزبال؟ كل ما أعلمه أننا ولاد ناس، أغلبيتنا تتمشي للحمام تغسل، و أغلبيتنا شادة الباك و الله أعلم. هاذ التعامل هو اللي خلا الناس يتصرفو بنفس الطريقة و مايتيقوش فالحكومة و فالسياسة. ولينا بحال الإيطاليين الذين يتعاملون مع عصابات المافيا على أنها حكومتهم الخاصة. تيتقتل جارك ولا خوك و ماتقدرش تعيط للبوليس.كاع الشهود اللي شافو القتيلة ماشافو والو.حتى ملي تتقبض الشرطة على القاتل فإنه تينكر أن تكون المافيا هي اللي كلفاتو باش يقتل. أكبر مثال هو عندما تكون في الطريق السيار فترى تلك الإشارات الضوئية المتقطعة من السيارات الآتية في الإتجاه المقابل لتنذرك بوجود رادار الدرك. ديك الساعة تتنقص من السرعة و تولي غادي غير ب60أو80 و تتحول الطريق لصف من السيارات اللي دايرة عقلها بحال إيلا تابعين شي كنازة. ما يحدث على الأوطوروت هو مؤامرة شعبية لخداع الرادار و خداع الحكومة. مؤامرة يتفق عليها جل سائقي السيارات. فعلى الرغم من أن الحد من السرعة و احترام قانون السير يدخل في صميم عمل الدولة من أجل الحد من الحوادث إلا أن الناس يعتبرون الحكومة شر من السماء اللي جا باش يريشك و يخلي دار بوك. و عليه خاصنا نتعاونو باش نمنعوه، حيث السائق اللي غادي يتصيد راه غير مسيكين تيجري على طرف الخبز لولادو. بصفة عامة المواطن المغربي ولى تيآمن أن الدولة تتاخد منو أضعاف ما تتعطيه. يقدر تأنبو نفسو أنه ياكل عساس الليل فرزقو لكن مايقدرش يضيع فرصة باش يخدع الدولة اللي تيحس انها ماتتقدم ليه حتى شي خدمات د بصح. هاذ الموقف اللي صعيب تلقاه فشي دولة أخرىمحترمة راسها تيعكس عقود كثيرة من انعدام الثقة بين الشعب و الدولة. المشكل هو ان هاذ الوضع تيتفاقم أكثر مع هاذ الإصرار على اعتبارنا مجرد بوزبال. ماشي من حقك تعرف أي حاجة، ماشي من حقك تفهم، رأيك ماعندو قيمة..ما تخوصصوش القطاع العام لكن تيخوصصوه، ما توقعش التبادل الحر لكن تيوقعوه، رفعو من الحد الأدنى للأجور لكن ماتيرفعوهش، و هلم جرا فالأمثلة. أتذكر يوم شاهدت فيلم "عمارة يعقوبيان" الشهير في السينما أن الناس صفقوا كثيرا عندما سقط عميد الشرطة مقتولا. شحال منهم اللي صفق حيث كان – العميد ماشي المتفرج- سفاح عذب البطل و تعدا عليه؟ و شحال منهم اللي صفق حيث تيمثل الدولة اللي تعتبرنا بوزبال؟ الجواب على هاذ السؤال هو اللي غادي يحدد مستقبل المغرب.. [email protected]