في الوقت الذي تحشد فيه كل دول العالم طاقاتها لإرسال مساعداتها الي هايتي في محاولة لإنقاذ ملايين المنكوبين من الزلزل المدمر الذي ضرب العاصمة قبل حوالي اسبوع، اتهم ناشط أمريكي ، مدافع عن حقوق السود، البعثة الطبية الإسرائيلية التي دخلت هايتي بذريعة مساعدة منكوبي الزلزال، بسرقة الأعضاء البشرية لضحايا الكارثة التي ادت إلى مقتل أكثر من 75 ألف شخص وإصابة حوالي ربع مليون آخرين. وذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية أن الناشط الامريكي ويدعى ت.ويست، ويعيش في سياتل، حمّل شريط فيديو على موقع "يوتيوب" الالكتروني يتهم فيه جنودا إسرائيليين يشاركون في عمليات الإغاثة في هايتي، بالتورط في سرقة اعضاء بشرية من ضحايا الزلزال. وحسبما ذكرت صحيفة "السفير" اللبنانية، يعرض الناشط في الشريط الأجهزة المتقدمة التي تستخدمها البعثة الإسرائيلية. لكنه يقول في معرض حديثه ان "هناك أشخاصا لا ضمير لهم، يستغلون المواقف دائما، ومن بينهم الجيش الإسرائيلي، الذي يعمل في هايتي الآن"، مذكّرا بالاتهامات التي وجهت الى إسرائيليين بسرقة اعضاء شهداء وأسرى فلسطينيين. واتصلت "يديعوت" بالناشط الأمريكي. ونقلت عنه قوله "انا لا أكره اسرائيل ولست سياسيا ولكني اعمل في مؤسسة امريكية غير حكومية وكشفت عن شيء ارتكبتموه أنتم الاسرائيليون في جنوب افريقيا حيث كان يماثل عملكم في فلسطين ". وتابع "من الجيد ان يساعد الجيش الاسرائيلي هنا، لكن حيث يتواجد الموت، يتواجد الانتهازيون. هناك حاجة للشفافية في هايتي". وهذه ليست المرة الاولى التي يتاجر فيها الإسرائيليون بالأعضاء البشرية بعد سرقتها، فقد سبق ومارسوا جريمتهم في فلسطينوالولاياتالمتحدة، وأخيرا كانت هايتي. فقد كشف الصحفي السويدي دونالد بوستروم في وقت سابق عن قيام قوات كيان الاحتلال الصهيوني بخطف الفلسطينيين من اجل الاتجار بأعضائهم. وشدد الصحفي في مؤتمر صحفي عقده بالجزائر علي ان اكثر من الف من الشهداء الفلسطينيين هم ضحايا هذا العمل الاجرامي الذي يرتكبه الصهاينة ضد الشعب الفلسطيني. وقال إن الاسرائيليين بدأوا بيع الاعضاء الرئيسية في جثامين الفلسطينيين بعد استشهادهم منذ عام 1960 حيث شهد هذا العمل سرعة اكثر بعد الانتفاضة الاولي للشعب الفلسطيني. وكشف الصحفي السويدي عن حقائق أخرى مثيرة ومنها أنه حصل خلال تحقيقه عام 1992على معلومات من مصدر موثوق تحفظ على ذكر اسمه تفيد باختفاء 133 فلسطينيا في ظروف غامضة وتمكن من الحصول على لائحة باسم 92 من هؤلاء منهم 52 شخصا كانت جثثهم مشرحة، ويقول دونالد أنه اتصل ب20 عائلة فلسطينية في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة وأيضا من عرب 48 وأجرى معها مقابلات بهدف كشف المزيد من المعلومات وتوصل بعد أسبوع من التحري إلى حقيقة مفادها أن جميع العائلات تشكو من نفس القضية، أبنائها يختفون فجأة ويعادون إليهم وجثثهم مشرحة وسلبت منها الأعضاء الحيوية. ورغم تعرض الصحفي السويدي لهجوم إسرائيلي شرس، أكد التلفزيون الإسرائيلي صحة ما نشره حول سرقة الأعضاء من الشهداء الفلسطينيين وأن أعضاء كالقرنيات والعظام إضافة إلى جلد الظهر كانت تنتزع منهم دون موافقة عائلاتهم، ليعالج بها المرضى اليهود. وحسب التلفزيون الإسرائيلي فإن "يهودا هس" مسئول الطب التشريحي والقضائي السابق في معهد أبو كبير في إسرائيل كان قد سجل شريطا طوله 57 دقيقة، ظهر بعد تسجيله بعشر سنوات، يبين كيفية انتزاع الأعضاء من الأموات الفلسطينيين، وما كان يحدث في الخفاء في معهد التشريح. كما كشفت شبكة "سي.ان.ان" الامريكية العام الماضي أن اسرائيل هي مركز عالمي للتجارة غير القانونية للاعضاء البشرية. واكدت البروفيسورة نانسي شبر يوز من جامعة كاليفورنيا ان"اسرائيل هي القمة" في هذا الموضوع وان أذرعها تصل الى كل العالم. وتعود بداية التحقيق ،حسب نانسي، الى اعتقال عشرات السياسيين ، الموظفين والحاخامين في ولاية نيوجيرسي في الولاياتالمتحدة في شهر يوليو/ تموز الماضي وذلك في اعقاب اعتقال رجل الاعمال ليفي اسحق روزنبوم الذي يعتبر رجل الارتباط المركزي في شبكة صينية - اسرائيلية - امريكية للتجارة غير القانونية بالاعضاء البشرية .