علمت 'القدس العربي' من مصادر فلسطينية مطلعة جدا بان ملف المصالحة الفلسطينية تقرر ترحيله من جميع الاطراف بدون اتفاق بينهم الى القمة العربية المقررة في شهر اذار (مارس) المقبل في ليبيا. وحسب المصادر فان رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل اكد لجميع قادة الدول العربية التي زارها مؤخرا بان حركته ترحب برعاية القمة العربية القادمة للمصالحة الفلسطينية في حين ستطرح مصر ملف المصالحة على زعماء العالم العربي في قمتهم القادمة فيما يعتزم الرئيس الفلسطيني محمود عباس مطالبة القمة العربية باتخاذ قرارات بشان الجهة المعطلة للمصالحة الفلسطينية. وحسب المصادر فان جميع الاطراف سواء حماس او فتح او مصر باتت تنتظر القمة العربية القادمة لبحث ملف المصالحة الفلسطينية. ومن جهته اكد نمر حماد المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني محمود عباس ل'القدس العربي' الاثنين بان ملف المصالحة الفلسطينية سيطرح من قبل اكثر من جهة في القمة القادمة، مشددا على ان المصالحة الفلسطينية مرتبطة بمدى التقدم الحاصل في المصالحات العربية. واضاف حماد قائلا ل'القدس العربي' 'ارجو ان تحدث قبل 28 اذار (مارس) القادم - موعد انعقاد القمة - بعض المصالحات العربية لان المصالحة الفلسطينية مرتبطة بالمصالحات العربية'. واستبعد حماد امكانية ان تقدم القمة العربية القادمة على اتخاذ قرارات ضد الجهة المعطلة لإتمام المصالحة الفلسطينية، وقال 'هناك دول عربية ترفض تسمية حماس كجهة معطلة لإتمام المصالحة'، مضيفا 'اذا تحسن الجو العربي فان ذلك سينعكس على الفلسطينيين'. واشار حماد الى ان اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب الاخير رحب بتوقيع فتح على ورقة المصالحة المصرية في حين طالب غير الموقعين - في اشارة لحماس - بالتوقيع، منوها الى ان بعض وزراء الخارجية العرب رفضوا اتهام حماس بانها الجهة المعرقلة لانهاء الانقسام الفلسطيني. وفي ظل ترحيل ملف المصالحة الفلسطينية للقمة العربية طالبت 70 منظمة من المنظمات الاهلية الفلسطينية، حركتي حماس وفتح بالاستجابة لجهود المصالحة المصرية والاسراع في انهاء الانقسام والعمل الجاد والحثيث لاستعادة الوحدة الوطنية وانهاء الانعكاسات المباشرة للانقسام. واكدت شبكة المنظمات الاهلية الفلسطينية ان اصدار هذا النداء يأتي في اطار جهودها المستمره لتعزيز الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام السياسي والدفاع عن الحريات وحماية مكتسبات الشعب الفلسطيني وحقوقه وفي الذكرى الاولى للعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة. وفي ما يلي نص النداء الذي وقعت عليه اكثر من 70 منظمة اهلية في قطاع غزة: 'نحن المؤسسات الاهلية الفلسطينية الموقعة ادناه وفي الذكرى الاولى للعدوان 'الهمجي' الذي شنته قوات الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة؛ وفي ظل استمرار الحصار وتداعياته التي نعيشها؛ واكراما لشهدائنا وجرحانا واسرانا، وعلى ضوء تصاعد الاعتداءات الاسرائيلية بحق شعبنا فاننا: نطالب الاخوة في حركتي حماس وفتح بالاستجابة لجهود المصالحة المصرية والاسراع في انهاء الانقسام والعمل الجاد والحثيث لاستعادة الوحدة الوطنية. ونرى ان ابلغ رد على العدوان والحصار؛ وان الوفاء لدماء شهداء شعبنا وعذابات اسراه وجرحاه يكمن في تحقيق الوحدة الوطنية وتقوية البيت الفلسطيني الداخلي. ونطالب حركتي فتح وحماس بوقف كل الانتهاكات التي شهدها مجتمعنا كتداعيات وانعكاسات مباشرة للانقسام الداخلي وفي مقدمة ذلك انهاء اشكال التعدي على الحريات وحقوق الانسان كافة بما يشمل اغلاق ملف الاعتقال السياسي'.