لاشك أن الكثير من الناس يظنون أن المِِِؤسسات التعليمية تقدم وتوفر للتلاميذ الحاجيات والإمكانيات الضرورية ولكن الواقع عكس ذلك لأنه وبمجرد الولوج لإحداها قد يصيبك بالدهشة، حتما تتساءلون عن الدهشة كيف تحدث وأنتم ترون بأم أعينكم أن المظهر الخارجي يمتاز بالجودة، فإذا اعتمدنا على المظاهر الخارجية لمؤسساتنا التعليمية لحصلت على شهادة" الإيزو" حسب هذا المعيار، فالتلميذ يعاني من مشكل معاملة الأطر الإدارية له التي تصل في بعض الأحيان إلى درجة تستطيع وصفها بالهمجية والعصبية الغير مبررين، وعدم مراعاة الظروف. فتجده (الإطار التربوي ) في حالة التأخر مثلا بسبب وسائل النقل أو بسبب ظرف طارئ فسيكون الترحيب على الشكل التالي "ينبغي عليك إحضار ولي الأمر"... لا ورقة الدخول، كيف يعقل لهذا التلميذ أن يحضر ولي أمره بسبب التأخر لمدة عشرة دقائق، ناهيك عن المعاملة التي تصل إلى حد الإهانة وجرح للكرامة أمام الجميع، فضلا عن ألفاظ نابية من البعض (ليس الكل). فكيف للتلميذ أن يدرس ويحصل على أعلى المراتب وهو يعاني من مثل هذه الظواهر التي تجعله يتخلى عن الدراسة مما يبرر سببا من أسباب الهدر المدرسي. فهنا لا نعقب عن الطريقة المتعامل بها فوجوب الإلتزام بالمواعيد واحترام حرمة المؤسسات من الشروط الأساسية لتعليم سليم، لكنا نتسائل هل يعامل الإطار التربوي بنفس الأسلوب في حالة غياب يفوق اليوم واليومين، هذا الغياب الذي لن يؤثر على تلميذ بعينه، بل على عدة فصول، وكثرة الإضرابات التي لا تصب في مصلحة التلميذ الذي سيكون هو المتضرر الوحيد، الإضرابات التي ستلزم المؤطر تدارك ما فات إن كان له ضمير مهني، هذا التدارك الذي سيأتي على حساب بعض فصول المقرر أو عدم إعطائها حقها من حيث الشرح والتمحيص فيها، لدى يجب علينا قبل الإستفسار عن المستوى التعليمي، الإستفسار على المنهج الذي اتخد لتدريسه. ما هذا إلا جانب من بعض المعاناة التي يمر منها جل التلاميذ، فالصور كثيرة والطرق تختلف من إطار لآخر، فلن نكون سوداويين فهناك من يتسم بحسن المعاملة وهناك من يصل به الحد إلى السؤال بصفة شخصية عن عائلات بعض التلاميذ للتأكيد على وجوب الإهتمام بهم لإتمام دراستهم بنفس المنوال، هؤلاء الأساتذة الذي يستحقون أن نقف لهم تبجيلا، أطر لها ضمير وتحس بالمسؤولية المناطة بهم، أطر قبل أن تستعمل السلطة تتخذ العقل والمعاملة النفسية الحسنة منهجا طول فترة تدريسهم. أساتذة ظلوا راسخين بذاكرتنا، نحس بالفخر كونهم أعطونا كلمة حرفا، وضعونا على الطريق القيوم، فشكرا لك أستاذي أستاذتي. [email protected]