و6.3 في المائة يعانون من مرض آخر يسمى الرهاب الاجتماعي، و6.6 في المائة من المغاربة يعانون من الوسواس القهري، و9 في المائة يعانون من مرض نفسي آخر يطلق عليه الخوف الداخلي العام. وتعد نسبة 26 في المائة من الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب نسبة مقلقة ومرتفعة عن تلك المسجلة بعدد من الدول الأوربية والأمريكية. وقد عبر العديد من المهتمين بالشأن الطبي بالمغرب عن مفاجأتهم وصدمتهم من الأرقام التي كشفت عنها وزارة الصحة. وذهب بعض المحللين إلى أن المعطيات التي كشفت عنها وزارة الصحة تنقصها المنهجية العلمية اللازمة، على اعتبار أنها استندت إلى معطيات فريق بحث اشتغل فقط على عينة لا تتجاوز 6000 شخص موزعين على مختلف مناطق المغرب، وبالتالي فلا يمكن لتلك الدراسة أن تعكس حقيقة توزيع هذا المرض حسب النمو الديمغرافي الذي يعرفه المغرب. كما يعيب هؤلاء المحللون على هذه الدراسة أنها أسندت إلى فريق بحث لم يتلق تكوينا جيدا حول الأمراض النفسية حتى يتسنى له التوصل إلى معطيات مضبوطة ومنسجمة مع المنهجية العلمية. ويشكل اليوم العالمي للصحة النفسية، الذي يخلده العالم في 10 من أكتوبر من كل سنة والذي يصادف يومه الجمعة، مناسبة لتسليط الضوء على الأمراض النفسية والعقلية. وحسب مصادر طبية، فإنه لوحظ مؤخرا ارتفاع كبير في الإصابة بهذه الأمراض. ويعتبر عمر بطاس، أستاذ مادة الطب النفسي بكلية الطب بالدار البيضاء، اليوم العالمي للصحة النفسية محطة أساسية للتعريف بهذه الأمراض ومدى تأثيرها على العلاقات الاجتماعية. وأشار بطاس، في تصريح ل«المساء»، إلى أن هذا اليوم يعد مناسبة أيضا للتحسيس بمدى خطورة هذه الأمراض وفرصة لدفع القيمين على الشأن الصحي بالمغرب لإيلاء أهمية بالغة لها والتصدي لها والعمل على علاجها عبر تخصيص ميزانية 10 في المائة التي تنص عليها المنظمة العالمية للصحة. هذه الأخيرة عبرت عن قلقها البالغ إزاء تصاعد الأرقام المهولة بخصوص هذا المرض بعدد من دول العالم ومن بينها المغرب. من جهته، أكد بلاغ أصدرته وزارة الصحة بمناسبة اليوم العالمي للصحة العقلية، على أهمية هذا الموضوع من خلال إدراجه ضمن خطة العمل 2008-2012، المتعلقة بمخطط الوزارة في المجال الصحي. كما كشف البلاغ عن وجود 116 طبيبا نفسيا على صعيد المغرب، و9 مراكز صحية مختصة، وأن الوزارة بصدد إنجاز 4 مستشفيات أخرى مختصة ضمن هذه الخطة، وأنها تعتزم أيضا، في إطار هذه الخطة، العناية وتعزيز وحماية الصحة النفسية للطفل وحالته الصحية من أجل التنمية الاجتماعية. المصدر: المساء- عبد الإله سخير