نقصد ب"الغريب أيام العيد" الإنسان لا السلوك. فهذا الأخير تخصص له الصحافة المكتوبة و المسموعة و المرئية و الالكترونية و الجمعيات و غيرها ،المقالات و الروبورتاجات و البرامج التحسيسية ، حيث يتم التركيز على ما تغرق فيه الأحياء الشعبية على طول أيام العيد من مزابل ، ويتعذر على عمال النظافة جمع كل تلك النفايات المبعثرة هنا و هناك والتي يشتكي منها الجميع و يشارك فيها الجميع. و لا تسترد ساحاتنا و أزقتنا عافيتها و نظافتها إلا بعد انقضاء أسبوع العيد... فماذا عن الانسان الغريب أيام العيد، و خاصة عيد الآضحى المبارك الذي ارتبط لدى العديد منا بعيد اللحم والشحم ، المشوي و المبخر و المقلي... بعيدا عن مفهومه الحقيقي الذي يدل اسمه عليه و هو التضحية بالغالي و النفيس، بالنفس و بالروح من أجل طاعة الله كما فعل إبراهيم الخليل و ولده إسماعيل، و من تم إحياء هذه الذكرى عن أبي الأنبياء و التي كرسها الإسلام شعيرة من شعائره. حيث أن ذبح كبش العيد/ الأضحية هو امتثال ديني و متعة دنيوية لها ارتباط بمباهج الحياة . فالعيد جاء ليفرج عن المومنين و يفسح المجال لتصالحهم وتوادهم وإحياء صلة الرحم بينهم . و من هنا سنت تعاليم الاسلام أن يِؤكل ثلث الذبيحة و يهدى ثلثها و يصدق بثلثه. في ذلك إشارة إلى الفقراء و المساكين و المحتاجين ومنهم الغرباء عن أوطانهم من المهاجرين ، سواء داخل أرض الوطن و من خارجه. فالغريب عن بلده و أهله يشعر بحرارة الغربة و لهيبها و خاصة أيام العيد. و كم من غريب يجهش بالبكاك و يعتصره الألم في مثل هذه المناسبات. و تكون التفاتة أبناء البلد نحوه بسلوك العيد مخففة من آلام غربته و لو إلى حين .. و يعرف المغاربة بعطفهم و تعاطفهم مع الغريب في الأيام العادية و يكرمونه و يواسونه على أمل العودة إلى بلده. و يزداد هذا التعاطف معه في مناسبات العيد و خاصة عيد الأضحى. فيا غريب لك الله و لك القلوب الطيبة المؤمنة الكريمة. و كل العام و أنتم بخير و عيدكم مبارك سعيد. [email protected]