اكدت مصادر محلية في القدس الاحد بأن حراس المسجد الاقصى وشبان من البلدة القديمة في القدس افشلوا مجزرة كان مستوطن مسلح يعتزم تنفيذها ضد المصلين في الحرم القدسي فجر الاحد على غرار المجزرة التي ارتكبها المستوطن غولدشتاين في الحرم الابراهيمي في الخليل عام 1990.وحسب المصادر تمكن حراس الأقصى فجر الأحد، من القبض على المستوطن وبحوزته سلاح ناري كان يحاول التسلل إلى باحات المسجد الأقصى مستخدما السلالم من بناية المطهرة المتاخمة للمسجد الأقصى. وأضاف حراس الأقصى ان المستوطن الذي سلم للشرطة الاسرائيلية كان يعتزم تنفيذ مجزرة كبيرة عند صلاة الفجر بحق المصلين. وقال شهود عيان إن المستوطن ضبط عند الساعة الثانية من فجر الاحد يحاول الوصول إلى مبنى المطهرة عبر حوش آل الزربا المتاخم لسوق القطانين باستخدام السلالم، مؤكدين أنه كان يحمل سلاحا أوتوماتيكيا على ظهره. وأضاف الشهود أن المستوطن حاول مقاومتهم ومقاومة حراس الاقصى إلا أن الشبان الذين تواجدوا في المكان تمكنوا من السيطرة عليه، ومن ثم سلموه للشرطة الاسرائيلية التي حضرت باعداد كبيرة الى المكان. واستهجن الشهود ادعاء الشرطة الاسرائيلية بأن المستوطن لم يكن يحمل سلاحا، وقالوا 'إن المستوطنين في البلدة القديمة لا يتجولون فيها إلا مسلحين؟'، كما تساءلوا عن أسباب وجود المستوطن في هذا الوقت تحديدا وفي هذا المكان (المطهرة) الذي لا يبعد سوى عشرات الأمتار عن مبنى المسجد. ومن جهتها اعلنت الشرطة الاسرائيلية بان المستوطن مختل عقليا وأنه تقرر نقله الى مصحة نفسية في 'غفعات شاؤول' دير ياسين. وعلق المهندس عدنان الحسيني محافظ القدس مدير الاوقاف سابقا على ادعاءات الشرطة الاسرائيلية بالقول 'واضح أن هذا الحادث لا يمكن أن ينفذه مجنون'. وأضاف أن الدخول الى تلك المنطقة يتطلب تخطيطا كبيرا بالنظر إلى الموقع الذي تسلل منه المستوطن، والذي يشتمل على أسلاك شائكة وكاميرات مراقبة وعوائق كثيرة إضافة الى حراسة مشددة تجعل من الصعوبة على أي انسان التسلل إلى المباني المجاورة. من جانبه قال حاتم عبد القادر مسؤول ملف القدس في حركة فتح، إن إعلان الشرطة الاسرائيلية حول الحادث يثير السخرية ويؤكد المقاييس المزدوجة التي تتعامل بها الشرطة مع الفلسطينيين ومع اليهود، فعندما يتعلق الأمر بفلسطيني يكون ارهابيا ويهدد أمن 'الدولة' وتتجند له اجهزة الامن الاسرائيلية للتحقيق معه ويودع السجن، أما عندما يتعلق الأمر بيهودي فيصبح مجنونا وغريب الأطوار وتتجند له الطواقم الطبية ويودع في المصحات النفسية. وحذّرت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث في بيان لها الأحد من محاولات جماعات يهودية إستهداف المسجد الأقصى المبارك والمصلين فيه وارتكاب مجزرة بحق رواد المسجد الأقصى. وحمّلت المؤسسة الإسرائيلية مسؤولية ما قد يقع من اعتداء على المسجد الأقصى، خاصة في ظل الهجمة الأخيرة والتحريض على المسجد الأقصى والمصلين فيه والناشطين في نصرة المسجد الأقصى المبارك. وأشارت مؤسسة الأقصى في بيانها الى تقرير اسرائيلي نشر قبل ايام في صحيفة اسرائيلية لا يستبعد قيام طرف إسرائيلي بمجزرة في المسجد الأقصى المبارك. ومن جهته أدان الشيخ محمد حسين المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية خطيب المسجد الأقصى المبارك محاولة متطرف يهودي مسلح اقتحام المسجد الأقصى المبارك فجر الاحد. وقال، في بيان له، إن هذا 'يدل على النية المبيتة لارتكاب مجزرة ضد المصلين الفلسطينيين'، وتساءل 'عن سبب وجود هذا المتطرف في مكان قريب من المسجد الأقصى المبارك في ساعة مبكرة'. وحمل المفتي سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن 'عواقب الانتهاكات التي تقوم بها ضد الفلسطينيين ومقدساتهم'، كما استهجن تبرير سلطات الاحتلال بتصرف هذا المتطرف بحجة أنه 'مجنون'. وأضاف 'مكان المجانين هو المستشفى، وليس أن يتركوا ليروعوا الآمنين ويهددوا حياتهم، وأن الإدعاءات التي تسوقها سلطات الاحتلال هي نفسها التي ساقتها أيام حريق المسجد الأقصى المبارك قبل أربعين عاما'.