اكدت لجنة المتابعة العليا المنبثقة عن المؤتمر الوطني الفلسطيني الذي يضم الفصائل والهيئات الفلسطينية تأجيل المصالحة الفلسطينية الى وقت لاحق لم تحدده بسبب ما اسمتها الفصائل ب 'الجريمة والفضيحة التي ارتكبت' جراء تأجيل البحث في تقرير غولدستون، فيما اكد وزير الخارجية أحمد أبو الغيط في تصريحات مقتضبة أمس الأحد، انه من المحتمل تأجيل توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية بضعة أسابيع، بعد أن طلبت حركة حماس إرجاءه. وردا على أسئلة الصحافيين حول تأجيل توقيع الاتفاق، رد أبو الغيط قائلا 'يحتمل أن يتم التأجيل لبضعة أسابيع'. ومن دمشق اكدت الفصائل في اجتماع مشترك عقدته في العاصمة السورية بحضور خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ونائبه موسى ابو مرزوق ورمضان شلح امين عام حركة الجهاد الاسلامي ونائبه زياد نخالة واحمد جبريل رئيس الجبهة الشعبية - القيادة العامة على اهمية المصالحة الفلسطينية وانهاء حالة الانقسام. وادانت موقف السلطة في رام الله من تقرير غولدستون واستجابة السلطة للمطالب الامريكية، واعتبرت ذلك تفريطا بحقوق الشعب الفلسطيني واستخفافا بدماء الشهداء والجرحى جراء العدوان الاسرائيلي على غزة. من جهته اتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس في خطاب موجه الى الشعب الفلسطيني مساء الاحد في رام الله حركة حماس ب'التهرب من استحقاقات المصالحة الفلسطينية'. وقال عباس في خطابه المتلفز 'ندرك ان حملة حركة حماس (حول تأجيل نقاش تقرير غولدستون) كشفت عن اهدافها (حماس) للتهرب من استحقاقات المصالحة الوطنية ولتكريس الامارة الظلامية في قطاع غزة'. واعتبر الرئيس الفلسطيني ان حملة حماس هي 'لصالح مشروع مشبوه يتساوق مع مخططات اسرائيل لاضعاف السلطة الوطنية، واقامة الدولة ذات الحدود المؤقتة ويخدم محاولات صرف الانظار عن معركة القدس ومواجهة الاستيطان'. وقال الرئيس الفلسطيني إن قرار تأجيل مناقشة 'تقرير غولدستون' في مجلس حقوق الإنسان، بجنيف، جاء بناء على توافق واسع لمجموعات عربية وإسلامية ودولية 'ولو أنكر بعضها ذلك'. وأعلن أنه أعطى توجيها للسفير الفلسطيني في جنيف للشروع في اتصالات مع الأطراف من أجل عرض التقرير مجدداً في جلسة طارئة لمجلس حقوق الإنسان من أجل محاسبة إسرائيل على جرائم الحرب التي ارتكبتها. وفي دمشق اتهم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس امس الرئيس الفلسطيني محمود عباس بانقاذ اسرائيل والتواطؤ على غزة، ودعا لمحاسبته، وطالب بمرجعية وطنية لاتخاذ اي قرار فلسطيني. ومن غزة اكد القيادي في حماس الدكتور محمود الزهار ل'القدس العربي' الليلة الماضية بان المصالحة الوطنية مؤجلة لحين وضع آليات لتخطي ازمة قرار السلطة تأجيل التصويت على تقرير غولدستون. وشدد في حديثه مع 'القدس العربي' عقب خطاب عباس الليلة الماضية قائلا 'لا يمكن الجلوس مع هذا الرجل'، متهما اياه بالكذب وبالانقلاب على ما افرزته صناديق الاقتراع الفلسطينية على حد قوله. واعتبر الزهار خطاب عباس مجموعة من 'الاكاذيب' وخاصة تأكيده على ان كل الجهات المعنية شاركت في قرار تأجيل التصويت على تقرير غولدستون. وشدد الزهار على ان حركة حماس تتهم عباس 'بالعمالة والتخابر مع اسرائيل وتحريضها على قتل اهالي قطاع غزة واعطائها فرصة للتخلص من المحاكمة على جريمة قتل النساء والاطفال والشيوخ في قطاع غزة'. وشكك الزهار في لجنة التحقيق التي شكلها عباس برئاسة حزب الشعب الفلسطيني كون اعضائها يتلقون رواتبهم الشهرية منه.