أطلق «فاروق حسني» وزير الثقافة المصري المرشح الذي خاب أمله في الوصول إلى رئاسة اليونسكو بالونات تهديداته ضد إسرائيل، متوعدا إياها ب"حرب ثقافية" وذلك في حديث نشرته السبت (26 سبتمبر 2009) جريدة «المصري اليوم» المستقلة. وقال «حسني» للصحيفة أن "موقف إسرائيل جعلني أتحداها بأكثر الأشياء في العالم التي ستجعلها قزمة أمام مصر وثقافتها". وردا على سؤال "إذا أنت تعلن الحرب الثقافية؟"، قال «حسني» "نعم الحرب الثقافية ضد الطغيان ولكن ليس ضد الثقافة نفسها". وكان «فاروق حسني» (1938)الذي تجشمت بلاده كلفة عالية مقابل طموحه لهذا المنصب الدولي، الأوفر حظا في البداية لرئاسة منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) إلا أن الاتهامات التي وجهت إليه بمعاداة السامية قضت على فرصه في الفوز. وعزا «حسني» هزيمته إلى الولاياتالمتحدة و"اللوبيات اليهودية" و"الضغوط الصهيونية". وفازت الدبلوماسية البلغارية «ايرينا بوكوفا» مساء الثلاثاء (22 سبتمبر 2009) بمنصب المدير العام لمنظمة اليونسكو في الدورة الخامسة من الانتخاب جامعة 31 صوتا مقابل 27 للمرشح المصري. وكانت العديد من المنظمات اليهودية والمثقفين هاجموا الوزير المصري لإدلائه العام 2008 بتصريحات اعتبرت معادية لليهود، خصوصا عندما أعلن أمام مجلس الشعب أنه مستعد لأن "يحرق بنفسه" أي كتب يهودية قد تكون موجودة في المكتبات المصرية. إلا أن «حسني» أعلن لاحقا أنه "يأسف" لهذه التصريحات التي أخرجت بحسب قوله من سياقها ونفى أن تكون لديه أي ميول معادية للسامية. وبهذا الوعيد الناري ضد إسرائيل يجد «حسني» نفسه ملزما بوعود يقطعها أمام المصريين بخوض رهانات كبرى، ردا على خصومه، الذي حرموه من تحقيق حلمه، مما يوفر مبررا لتنامي طابور المنتقدين لسياسته القائمة على "البهرجة" الثقافية. وكانت انتقادات المثقفين لسياسته قد تمحورت حول مسائل عدّة، أبرزها "الرقابة" و"الآثار" و"الفساد الثقافي". والمفارقة (حسب رأي للصحفي «على مشارف» في «الأخبار» اللبنانية) "أنّ كلمة الوزير أمام المجلس التنفيذي لمنظمة «الأونيسكو»، التي قدم فيها رؤيته لإدارة المنظمة وتطويرها في حال انتخابه، انصبّت على هذه القضايا الثلاث، إذ تحدث عن خبرته في ترميم الآثار المصرية، وصندوق التنمية الثقافية الذي أسسه منذ سنوات" ليصبح بمثابة وزارة مال. والسؤال هو كيف سيكون «فاروق حسني» بعد أن انتهت كل فصول هذه المعركة الخاسرة، التي خاضها مسلحا بما اشتهر به من «اعتدال» وموالاة للغرب، ناهيك عن انتمائه إلى حكومة ترتبط رسمياً ب«معاهدة سلام» مع إسرائيل.