عاد أتباع " بوحمارة " إلى أحياء مدينة فاس هذه الأيام في لباس جديد ومن بوابة جديدة وعصر جديد فقد لجأ والي مدينة فاس إلى إحياء سنة حميدة من خلال تطويف المجرمين في مواكب يتقدمها صوت شرطي يلعب دور " البراح " الفكرة تبدو ممتازة وما على والي أمن مدينة طنجة إلا أن يحدو حدو زميله في فاس فلا ربما ينجح في وقف اّلإرتفاع الكبير لمعدل أتباع " بو حمارة " فكرة والي أمن مدينة فاس بتطويف وتشويه المجرمين من قطاع الطرق وممتهني أعمال الحرابة أعادت ذكرى بوحمارة / بوحمارة هذا الإسم الذي يدعوللكثير من السخرية اضحى حقبة تاريخية منقرضة فالرجل آنتهى مصيره مثل حيوان نادر في قفص يُطاف به في حواري وأزقة مدينة فاس العتيقة وبعد اّن أطلقت عليه السلطة او المخزن عدة أوصاف من قبيل " الفتان " و " قاطع الطريق " والعدُو " كبد السلطة المركزية المتدهورة خسائر فادحة وأنزل بجيشها الهزائم المتتالية بل وفرض سلطته على مناطق شاسعة من المغرب بعد إجبارسكانها على دفع الضرائب بحد السيف وأيضا الدعاء له في المساجد بعد ان نصب نفسه سلطانا وبختام يحمل توقيع السلطان بو حمارة " الله حافظه " بوحمارة بطبيعة الحال كان له أتباع كثر هؤلاء كانوا بمثابة عيونه التى لا تنام وسيوفا مسلطة على رقاب البسطاء وأدوات لتحصيل الضرائب من الفلاحين والتجار تارة بآسم السلطان بو حمارة الله حافظه وتارة بالبطش والتنكيل والسرقة غير أن أوجه الشبه بين اتباع بوحمارة الأمس وأتباع بوحمارة اليوم ان كلاهما يعترضان السبيل ويبطشن ويسرقن الضعفاء والمساكين مستغلين حالة آنعدام الأمن وقلة المروءة والعرض في نفس طينة بشرية متسخة تلعب دور " الحرابة " في مجتمع آبتلي بكافة أنواع الكوارث الطبيعية والبشرية على حد سواء. أتباع بوحمارة منتشرون في كل مكان وحتى في جميع المدن المغربية يعثون فيها فسادا يكمنون للبؤساء في الأزقة المظلمة والحواري الضيقة والأحياء الفقيرة والمهمشة ينقضّون عليك أحيانا في وضح النهار لسلبك هاتفك النقال ودريهماتك القليلة كما قد يترصدون لعاملة بئيسة خارجة لتوها من مرسى طنجة فلا يكون أمامك والحالة هذه إلا شيئين الذهاب للكوميسارية لإنجازمحضر بمجهول مع آحتمال ان تقابل بالإستخفاف والسخرية او الشكوى لله والشكوى لغير الله مذلة . ولنعد لقضية تطواف المجرمين وهي طريقة حكيمة وعرف وجب تكريسه بقوة مادام أن جل المقاربات الأمنية أتبتت فشلها الذريع في الحد من نسب الجريمة ، وبالمناسبة أجدد دعوتي لوالي أمن مدينة طنجة لفعل نفس الشيء وما دام ايضا أن رجاله عاجزون عن ضمان امن الطنجاويين البسطاء لكن المشكلة ان طنجة أضحت اليوم قبلة فضلى للمجرمين وقطاع الطرق وأباطرة المخدرات بكمهم الهائل ولن يكفيها مجرد تطويف المجرمين بل الإقتصاص منهم وقطع دابرهم وآعتقال الرؤوس المسخنة لهم، الذين أغرقوا الأسواق المحلية بأطنان من المخدرات الصلبة والقوية خاصة في أسواق كسبارطا حيث أصبحت الغبرة تباع بالعلالي وكذلك في منطقة الدريسية التي يشبهها البعض بكولومبيا طنجة / الدريسية التى شهدت مؤخرا جريمة قتل بشعة ذهب ضحيتها شاب في مقتبل عقده الثاني ويدعى عبد الحميد بعد ان تعرض لطعنات قاتلة من طرف 5 اشخاص في وضح النهار وبع أن فاحت من الجريمة رائحة المخدرات بقوة . مسلسل الجرائم الهوليودية في طنجة لم يتوقف حتى في عز شهر رمضان الذي ودعناه ففي منطقة أشقار قتل شخض بعد ان وجد بحوزته 19 مليون سنتيم وفي عين مشلاوة وصلت الجرأة بأحد اللصوص المجرمين إلى جر مسن تحت قنطرة لمحاولة الإجهاز عليه قبل ان ينقذه المارة بمشقة . أما عن تجار المخدرات مخربي العقول والديار فهم معرفون في كل مكان بل إن شهرتهم تعدت شهرة كوكا كولا هؤلاء وسعوا مناطق نفوذهم وحولها إلى اشبه بدويلات يحكمونها بالإضافة إلى توسيع حجم الفئات المستهدفة ومستهلكين من نوع خاص إنهم تلاميذ المدارس والثانويات فالقرقوبي أغرق ثانويات طنجة ( لا داعي لذكر الأسماء لأن سلطات طنجة تعرف ان شرح الوضحات من المفضحات ) وأضحى يباع مع الزيعة مثله مثل الحلوى لدرجة ان احد الباعة آختلط عليه الأمر حين ناول أحد التلاميذ قرص القرقوبي بعد ان ظن أنه قطعة حلوى قبل أن يتدارك الأمر ويفطن للعملية . المشكلة أو الطامة الكبرى في كل هذا ان الفقيه اللي كنترجاو براكتوا دخال نجامع بلغتوا فليس المواطن وحده من يدفع ضريبة الإنفلات الأمني ذلك ان رجال الامن أنفسهم لم يسلموا من " الكريساج " وحالات الإعتداء وهكذا نجد ان هؤلاء هم أيضا بحاجة لتقديم شكايات بالمجرمين وتجار المخدرات لكن لمن؟ وبمن ؟ الله أعلم فقد تعرض أحد رجال الشرطة مؤخرا لآعتداء من طرف أحد مروجي المخدرات بمدينة الدارالبيضاء كما تعرض شرطي أخر في مدينة طنجة إلى حادثة سير بعد ان داس أحد المتهورين في كاسابراطا طرطوره عفوا دراجته النارية متسببا إياه بجروح،c لحسن الحظ أنها كانت طفيفة أو لم اقل لكم إنها مصيبة بلد أضحت كوارثه بالعرارم الله يستر والسلام. [email protected]