ترأست وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن السيدة نزهة الصقلي، مساء أول أمس الاثنين بطنجة، أشغال المجلس الإداري السابع لمعهد الأميرة للامريم للأطفال الانطوائيين. وشكل هذا المجلس فرصة للوقوف على التقدم الحاصل بخصوص التزامات الأطراف المعنية بالمعهد خلال الاجتماع الإداري السابق والمصادقة على التقريرين الأدبي والمالي للسنة المنصرمة ووضع مخطط عمل بالنسبة لسنة 2010. وأبرزت الوزيرة، في كلمة بالمناسبة، أن هذا الاجتماع يشكل مناسبة لمناقشة جميع المشاكل المتعلقة بإعاقة الانطواء ضمن رؤية استراتيجية توحد جهود جميع المتدخلين في سبيل البحث عن بدائل واقعية وقابلة للتحقق بغية تعزيز التكفل وتدريس هذه الفئة من الأطفال. وتحدثت الوزيرة عن الاهتمام الذي يوليه المغرب إلى هذه الفئة من المجتمع وجهود الحكومة من أجل وضع سياسة اجتماعية تأخذ بعين الاعتبار جميع الوسائل الضرورية من أجل النهوض بظروف إدماج وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة. وبعد تثمينها لحصيلة الوزارة في هذا المجال، أبرزت السيدة الصقلي أن وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن قامت بتطوير مقاربة وقائية عبر وضع استراتيجية وطنية للوقاية من الإعاقة تقوم على مبدأ التشاركية وتظافر الجهود بين جميع الأطراف والقطاعات الحكومية المعنية والمجتمع المدني. وأضافت أن الوزارة قامت بإنجاز عدد من البرامج الهادفة إلى تنمية المقاربة الاندماجية للأشخاص المعاقين من قبيل العمل على رفع معدل تمدرس الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وإحداث مراكز سوسيو-ثقافية للأطفال المعاقين، مشيرة، في هذا الصدد، إلى قرب إحداث مركز للأطفال الانطوائيين بمدينة مراكش ومركز "ابتسامة" للأطفال المعاقين بمكناس. ووعيا منها بتعقد ظاهرة إعاقة الانطواء، أطلقت الوزارة مسلسلا تشاوريا بين جميع المتدخلين في هذا المجال من أجل إعداد استراتيجية ومخطط عمل وطنيين بهدف تكوين المشرفين الاجتماعيين المختصين والنهوض بمسألة التكفل بالأطفال الانطوائيين وإعداد حملة تواصلية هادفة والرفع من عدد المراكز الجهوية للاستقبال. وتم، بهذه المناسبة، التوقيع على اتفاقية شراكة بين وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن وجمعية آباء وأصدقاء الأطفال الانطوائيين بطنجة تهدف إلى دعم أنشطة الجمعية وتعزيز مصادر تمويلها من أجل تمكينها من القيام بأنشطة لفائدة هذه الفئة من الأطفال. وقد حضر هذا الاجتماع مسؤولون بوزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن ومسؤولون بمعهد الأميرة للا مريم للأطفال الانطوائيين، إضافة الى ممثلين عن كل من جمعية آباء وأصدقاء الأطفال الانطوائيين والمانحين ووزارة الصحة. وتجدر الإشارة إلى أن معهد الأميرة للا مريم للأطفال الانطوائيين بطنجة تأسس سنة 2002 بهدف التكفل بالأطفال الانطوائيين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 3 و16 سنة، وتبلغ طاقته الاستيعابية 40 طفلا يتلقون الرعاية الاجتماعية وتعليما يلائم هذا النوع من الإعاقة. ويمتد المعهد على مساحة تقدر بخمسة آلاف متر مربع، ويضم فضاءات للتعليم الأولي والأشغال اليدوية والتأهيل الطبي، ومسبحا في الهواء الطلق، بالإضافة إلى اعتماده على طاقم مكون من أطباء ومروضين ومدربين مختصين في هذا النوع من الإعاقة.