هذه هي طنجة ...مدينة مترامية الأطراف ...كل شيء فيها يتحرك ...طنجة في سنة ألفين وتسعة ليست هي طنجة أيام الراحل الحسن الثاني ...أضحت في التصنيف الحكومي المدينة الصناعية الثانية بعد الدارالبيضاء ...لكن طنجة التي آرتبطت بالأسطورة وبالطين جا...كناية على عهد غابر آبتلعتها غابات الإسمنت المسلح وعقارات الضحى الضخمة ومشاهد الرقي المزيف ...آختفت أحياء وعمّرت بأجناس ينتمون إلى ثقافة الديسكو...والهيب هوب ...والميني بوط ...وكازينوا الملاباطا... طنجة ليلها أخاد وأسطوري يغري الكثيرين بالنوم في أحضانه ،إنه شيطان بل مارد متوحش وماجن متحرر إلى حد الفسوق ...يكشف لك عن مفاتنه بلباس راقص ...هناك في زنقة الشياطين كل شيء مباح ...هي مغارة مظلمة في شارع موحش يطل على عالم أخر ...عالم من العاهرة الأتية من المغرب المتخلف العميق ...وصفها كتّاب وشبهها أخرون بمدينة نيويورك في ذات ليل صاخب . على الشارع الرئيسي قرب المقاهي الراقية (مقهى المترو بول...مقهى السينطرال)ومطاعم البيتزا والشورما الشهية ...تنتصب الأجساد الأنثوية واقفة حتى يخيل للرائي أنه طابور متحرك ...تستعرض فيه النسوة ما جدّ من لباس عاري وسراويل الجنيز اللاصقة وخلفهن رجال جلوس يرتشفون قهوة المساء ويتطلعون إليهن... بنظرات كاشفة عارية ويغمزنهن بحركات وإيماءات يحسبها الناظرون للأول وهلة فلكلورا شعبيا . نهار طنجة خداع بمظهره ... بريئ كالطفل يتوشح بياضا لكنه يكشف عن شيء أخر ...عن تجاعيد المدينة البالية وأحزمة بؤسها الكبير ... الفاحص بعينيه يدرك بفطرته أن سحر طنجة كاذب وغشاش ... في راس ماروك أكواخ تتجاور جانبا بجانب إلى ثكنة " المخازنية " وثكنة الدرك الملكي صحيح أنهما لا يلتقيان ...ربما لأن الأولى تجسيد للشعب البئيس والثانية تجسيد للبندقية والقمع... لكنهما أبدا لا يلتقيان... طنجة أيضا ضاقت بساكنيها الذي تجاوز المليونان ...وأفرزت بشرا من طينة خاصة لا تمت للبشرية ولا للأصالة ولا لمغربيتها بشيء ... هي مستعدة لبيع أي شيء في سبيل حفنة من النقوذ الزاهية الألوان ... قد تبيع جسدها لحما لخليجي فحل بل قد تصل بها جرأتها إلى السماح بآفتضاض عذريتها بالأصبع مادام الأمر ختامته يساوي مالا... قرب فنذق المنزه الذي هو حقيقة منزه لكل عين زائغة ...يصطف الشحاذون درك المجتمع الأسفل يبتاعون أكياسا (كلينكس)يستغفلون بها أعين رجال الشرطة ... يطلبن ويستعطفن قلوبا ميتة وبعيون بدت لي دمعى ... رجالا ونساءا بعيون خضراء وزرقاء عساهن يشفقن ويرمين لهن بنقوذ ما وراء البحر ... ليلتقطنها بفرح وسعادة وقبل ان يتم إجبارهن على آقتسامها مع حكام من نوع خاص... طنجة متناقضة إلى حد الجنون.... ---------------------------------------------------------------- طنجة : مدينة توجد شمال المغرب تطل على البحرين المتوسط والأطلسي مقهى المتربول ... كازينو ملاباطا...فتذق المنزه...أمكنة راقية في طنجة . [email protected]