أصبح الغولف الملكي بطنجة في عين الإعصار بعد تحفيظ أزيد من 19 هكتارا من مساحته الإجمالية لفائدة أشخاص قالوا إنهم ورثة السلطان مولاي عبد العزيز، في وقت دعت الجمعية المسيرة لهذا النادي إلى «تعبئة كل الأشكال بما فيها إمكانية تنظيم وقفات احتجاجية». وقال عدد من أعضاء الجمعية المسيرة لنادي الغولف الملكي، خلال ندوة صحافية عقدت ليلة الأربعاء بطنجة، إن أشخاصا من ورثة السلطان مولاي عبد العزيز، يطالبون بطرد الجمعية من العقار المذكور، وإن هؤلاء الورثة يزعمون امتلاكهم لبقعة مساحتها 19 هكتارا تدخل ضمن الممتلكات الحالية للغولف الملكي. وقال دحمان الدرهم، عضو جمعية النادي الملكي والعمدة السابق لمدينة طنجة، إن الغولف الملكي ملك عام لمدينة طنجة، وإنه لم يكن في يوم من الأيام محتكرا من طرف جهة ما. مشيرا إلى أن أبطال الغولف الذين ظهروا في طنجة ينتمون إلى أحياء شعبية، من بينهم يونس الحساني، بطل المغرب لعدة مرات، والذي ينتمي لحي شعبي مجاور لملعب الغولف. واتهم الدرهم وزيرة الشباب والرياضة السابقة، نوال المتوكل، بأنها، انحازت إلى جانب المطالبين بأراضي الغولف الملكي، ومنحتهم، قبل إعفائها، شهادة «تثبت ملكيتهم» لجزء من أراضي الغولف. وكان عدد من ورثة السلطان مولاي عبد العزيز، حفظوا عقارا بمساحة 19 هكتارا، يدخل حاليا ضمن ممتلكات الغولف الملكي، وهو ما طرح تساؤلات من طرف أعضاء النادي حول الدور «الغريب» الذي لعبته المحافظة العقارية في طنجة، والتي حفظت العقار في زمن قياسي ومن دون استيفاء الشروط المطلوبة في مثل هذه الظروف الحساسة، وأن هذه المحافظة هي التي رفضت في وقت سابق طلبا للجماعة الحضرية لطنجة لتحفيظ المساحة المذكورة لفائدة مدينة طنجة. واتهم أعضاء من النادي المسير للغولف الملكي «جهات مشبوهة» من داخل طنجة بأنها تمارس السمسرة لفائدة جهات معينة في الرباط، وهددوا بالكشف عن ملابسات هذه القضية من أجل «تنوير الرأي العام». وكانت مسالك الغولف الملكي المنطقة الخضراء الوحيدة التي اعتبرت في منأى عن تكالب أباطرة العقار، كما أنها اعتبرت دوما منطقة محصنة بالنظر إلى أن روادها هم من الذين يتمتعون في الغالب بنفوذ واسع ماديا ومعنويا. وكان الغولف الملكي بطنجة أنشئ سنة 1914 من طرف البريطانيين، واستمر على مدى عقود يمثل منطقة متميزة في المدينة، ولعبت دورا بيئيا كبيرا، كما احتضن ملتقيات دولية على قدر كبير من الأهمية، وكان الملك الراحل الحسن الثاني من عشاق اللعب فيه، حيث كان يستضيف هناك ملوكا ورؤساء عرب وأجانب. وكانت المناطق المجاورة للغولف الملكي عرفت خلال السنوات الأخيرة بناء فيلات، من بينها فيلات بنيت على حواف مسالكه الخضراء، وهو ما اعتبر بداية لمحاصرة الغولف بالإسمنت، بالإضافة إلى بناء مجمعات سكنية شعبية في منطقته الجنوبية بمنطقة «بحرايْن»، وبناء منطقة فيلات في جهته الشمالية، وبناء خمارة يملكها فرنسي على مقربة منه بطريق الجبل، واستفحال ظاهرة السكن العشوائي في المناطق المحيطة بالغولف في مسنانة والراهراه، وكل ذلك تم أمام أعين سلطات مدينة طنجة وعمدتها آنذاك. يذكر أن قضية الغولف الملكي قفزت إلى الواجهة بضعة أسابيع فقط على بداية تدمير ملعب الفروسية، وهو أحد المعالم التاريخية والرياضية بالمدينة والذي لم يتحرك أحد للدفاع عنه، كما صدر حكم قضائي بإفراغ جزء من ملاعب التنس، في وقت يجري الحديث أيضا عن إمكانية إزالة ملعب مرشان لإقامة مشاريع عقارية.