اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مراسم رسمية لإحياء ذكرى واضع فكرة 'دولة اليهود' بنيامين زئيف هرتسل في القدس امس الأحد أن اعتراف الفلسطينيين بيهودية إسرائيل هو مفتاح السلام، بالإضافة الى تنازلهم نهائيا عن حق العودة. وقال نتنياهو إن 'مفتاح السلام هو باعتراف صريح من جانب الفلسطينيين بإسرائيل كدولة يهودية'. وأردف 'إني أتمنى مجيء اليوم الذي يقف فيه القادة الفلسطينيون المعتدلون أمام شعبهم ويقولون مثل هذه الأمور واضحة: كفانا هذا الصراع، إننا نعترف بحق الشعب اليهودي بدولة خاصة به في هذه البلاد وسنعيش إلى جانبكم بسلام، وفي اللحظة التي سيتم فيها قول هذه الأمور ستُفتح هنا فتحة هائلة للسلام'. وطالب نتنياهو الفلسطينيين 'بالتنازل نهائيا عن المطلب بإسكان نسل اللاجئين داخل إسرائيل وتقويض مساحة دولة إسرائيل على مراحل بعد التوصل إلى اتفاق سلام'. من جانبه قال الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس في المراسم ذاتها إنه 'عندما أنظر إلى الوراء بهدف استخلاص العبر، أكتشف فجأة أنه قد يكون الخطأ الأكبر للحلم الصهيوني هو حصرا بصِغر الحلم، فالواقع الذي نشأ أكبر من الحلم حجما وعظمة، وعدد اليهود الذين وصلوا إلى هنا كان أكبر من المتوقع والدولة التي قامت أقوى مما قدروا وجيش الدفاع الذي أقامته فاجأ العالم بقدراته'. وتابع 'اسمحوا لي فإنه بالإمكان أن نحلم بشرق أوسط جديد أيضا وينبغي توقع نهاية للحروب، ويجب التطلع إلى استخراج طاقة شمسية تقترح ضوءا ودفئا على الجميع ومياه صافية للجميع وهواء نقيا للفقراء والأغنياء على حد سواء وعلينا أن نحلم بأولاد لن يعرفوا الخوف وبفتيان ينفرون من الكراهية وبأمهات لا يخفن على سلامة أولادهن وبأن يحظى جميع أبناء إسرائيل بالتعليم العالي'. وكان نتنياهو قد دعا لدى افتتاحه اجتماع حكومته الأسبوعي صباح امس الرئيس الفلسطيني محمود عباس والزعماء العرب إلى لقائه فيما أعلن رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أنه لا جدوى من عقد لقاء كهذا من دون أجندة واضحة وخصوصا فيما يتعلق بتجميد الاستيطان. من جهة اخرى يبدو انّ وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان، يحاول افتعال ازمة جديدة مع النظام الحاكم في القاهرة، بسبب رفض المستوى السياسي المصري استقباله على خلفية تصريحاته البذيئة ضد الرئيس المصري محمد حسني مبارك، وتهديده بقصف السد العالي. وكشفت مصادر اسرائيلية رفيعة المستوى في تل ابيب، امس الاحد، النقاب عن انّ ليبرمان قرر تعيين سفير جديد لتل ابيب في القاهرة من رجال حزبه (اسرائيل بيتنا)، ومن المقربين جدا له. ونقلت صحيفة 'معاريف' العبرية عن مصادر في وزارة الخارجية الاسرائيلية قولها انّ اختيار مرشح من خارج الوزارة لهذا المنصب الحساس جدا هو امر مقلق للغاية، ومن المقرر ان يُغّير السفير الجديد شاؤول كاميسا (53 عاما) السفير في السنوات الاربع الماضية، شالوم كوهين. ولفتت المصادر الى انّه كان من المقرر ان ينهي كوهين فترة ولايته قبل سنة، ولكنّ وزيرة الخارجية السابقة، تسيبي ليفني، مددت الولاية بسنة اضافية لرفض الشخصيات التي عُرض عليها المنصب قبوله، بسبب العلاقات المتوترة بين السفارة الاسرائيلية في القاهرة وصنّاع القرار هناك. وتابعت انّه اول سفير لاسرائيل يعين في هذا المنصب من الخارج، اي انّه ليس من موظفي الخارجية الاسرائيلية او من الدبلوماسيين الذين خدموا في مناطق مختلفة من ارجاء العالم، لافتة الى انّ هذا التعيين لانسان غير مؤهل وغير مطلع على العلاقات الثنائية مع مصر يشكل صفعة مجلجلة لجميع موظفي الخارجية الاسرائيلية. وساقت المصادر قائلة انّ مراقب الدولة العبرية القاضي ميخا ليندنشتراوس، اشار في تقريريه الأخيرين الى ظاهرة تعيين المقربين من الوزير في مناصب حساسة وطلب الكف عن هذه الظاهرة غير السليمة، كما انّ المصادر عبّرت عن استغرابها لتعيين كاميسا، صاحب الماضي العسكري، الامر الذي يؤثر سلبا على الدبلوماسية الاسرائيلية وعلى العلاقات مع مصر. اما المصريون فقد رفضوا، بحسب الصحيفة الاسرائيلية، التعقيب على التعيين بشكل رسمي. وقالت مصادر في القاهرة للصحيفة الاسرائيلية انّها لا يمكن ان تعقب على هذا الامر، لانّ الخارجية الاسرائيلية، لم تقدم حتى الآن طلبا رسميا الى القاهرة للمصادقة على تعيين السفير الجديد، ولكن بشكل غير رسمي قالت المصادر المصرية للصحيفة العبرية انّ كون السفير الجديد من اقطاب حزب (اسرائيل بيتنا) سيخلق مشكلة مع القاهرة في المصادقة على التعيين. واشارت الصحيفة الاسرائيلية الى انّ السفير الجديد كان مرشحا لرئاسة مجلس مستوطنة 'حتصور' في الجليل الاعلى ولكنّه فشل في الانتخابات الأخيرة، كما انّ الشرطة الاسرائيلية ما زالت تحقق في مخالفات ارتكبها كاميسا، وفق الاشتباه، خلال الانتخابات الاخيرة للسلطات المحلية التي جرت في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي.